تنام الطيور كل ليلة على الشباك الذي بجانب سريركِ.. تنتظر الصباح كل ليلة.. علّها تسمع تسبيحاتكِ الخافتة مع شروق الشمس.. تقول لعل هدوء الليل يعقبه بشرى.. علّكِ تستفيقين اليوم.. وتأتين مع النور.. لعلّ معجزة تحدث.. ونسمع بعدها نداءاتكِ.. دعاءكِ وقصص شبابكِ القديمة.. أو أن نسترق النظر لنرى ضحكاتكِ.. فهلّا استرجعتِ ما تبقى منكِ من قوة؟.. فالريحانُ والنعناع أمام بابكِ ذابلٌ.. لا يرويه ماءٌ ولا يقتله عطش.. لا يزال يتنفس ببقايا قطراتٍ من ندى كفيكِ.. وأولادكِ اليوم كالصغار ينتظرون بلهفة منكِ كلمة.. كي تعود إلى قلوبهم الحياة.. أحفادكِ توقفوا عن النمو.. وبابكِ المقفول منذ أشهر يئنّ كل ما تذكر زيارات الجيران.
كل الحياة اليوم يا جدتي ناقصة.. وكل القصص التي تُروى لا نهاية لها.. والأعياد باهتة.. والأيام تخاف أن تمُر حتى لا يُحسب العمر من دونكِ عُمراً.
كل الحياة اليوم يا جدتي ناقصة.. وكل القصص التي تُروى لا نهاية لها.. والأعياد باهتة.. والأيام تخاف أن تمُر حتى لا يُحسب العمر من دونكِ عُمراً.