ثمة «فسيفساء» تجمع نسيج المجتمعات؛ تعددية وعرقاً وأصولاً ولوناً، وتكريس أهميته في الوجدان البشري إحدى مهمات الدول، ولذا فإن «التعايش» فرض على الكل؛ شرعاً وقانوناً وثقافة، والوقوف ضد تهديد الهويات القاتلة الضيقة لا يترك للاجتهادات الفردية أو معالجة الزمن لها، خصوصاً أن «صراع الهويات» أحد مهددات الهوية الوطنية لأي دولة.
في التسعينات الميلادية، عقب انتهاء الحرب الباردة، برز ما يسمى بـ«صراع الهوية» ثم تلاشى مع النظام الرأسمالي، فظهر خطاب «التعبئة المجتمعية» الذي فتح ذلك الصراع بين الهويات، ولما أتى «التطور التكنولوجي» ساهم في زيادة التعدد الثقافي والتبادل الحضاري، وتلك الصراعات ظهرت في العالم كله، خصوصاً تلك الدول التي تعاني من الصراعات الداخلية على أساس الهويات المتعددة.
في المرحلة الحالية وما قبلها بقليل؛ ازدادت وتيرة الصراع الثقافي أو «صراع الهويات»، الذي توغل في جسد المجتمعات العربية، ومنها المجتمع السعودي، وتسبب في انفجارات صراعية فكرية في أذهان الشباب من جيل المستقبل، مع أن المملكة لا يوجد بها تعدد هويات إلا في حدود دنيا مقارنة بغيرها.
ولأن «الهوية» ما زالت مفهوماً غامضاً في ثقافة الجيل، فإن المؤسسات الثقافية والإعلامية ومفكريها وعمداءها مطالبون ببلورة مفهوم معرفي يعكس انتماء وطنياً صوب اندماج مجتمعي يعلي «هوية الوطنية» عن أي هوية أخرى.
أما إذا تطرقت إلى تدمير العقول الذي ينتج عن تصادم بين ثقافتين متناقضتين في القيم والمشاعر والمعتقدات والأفكار السياسية والمذهبية، فإن «وسائل التواصل الاجتماعي» فجرت تلك الصراعات، إضافة إلى الحرب الباردة التي شنتها مواقع إلكترونية هدامة منتشرة على «الويب» تبث سمومها للجيل، بأكاذيب وافتراءات وشائعات وتضليل، ومن ذلك نحتاج لتكاتف مجتمعي ومؤسسي بتقليل «صراع الهوية».
وفي ظل غياب «مسطرة التوافق المجتمعي»؛ أخرجت «القنوات اليوتيوبية» الغث، وأصبح العبث الإلكتروني يتزايد يومياً أمام أعين الجيل المهووس بها للأسف، إذ شكَّلت ثقافة صراع فكري وحروب هوية تتجاوز الحدود الإقليمية، إضافة إلى الحسابات الوهمية التي تظهر على شكل مكوِّن ثقافي داخلي يسعى لزرع الفتنة والتفريق العرقي والمذهبي.
إذن، أمامنا جهد جماعي لوضع حلول جازمة لحجب تلك القنوات الخداعة الممولة من قوى خارجية معادية، وهنا يأتي دور «وزارة الإعلام».. فهل نحن على قدر المسؤولية؟
في التسعينات الميلادية، عقب انتهاء الحرب الباردة، برز ما يسمى بـ«صراع الهوية» ثم تلاشى مع النظام الرأسمالي، فظهر خطاب «التعبئة المجتمعية» الذي فتح ذلك الصراع بين الهويات، ولما أتى «التطور التكنولوجي» ساهم في زيادة التعدد الثقافي والتبادل الحضاري، وتلك الصراعات ظهرت في العالم كله، خصوصاً تلك الدول التي تعاني من الصراعات الداخلية على أساس الهويات المتعددة.
في المرحلة الحالية وما قبلها بقليل؛ ازدادت وتيرة الصراع الثقافي أو «صراع الهويات»، الذي توغل في جسد المجتمعات العربية، ومنها المجتمع السعودي، وتسبب في انفجارات صراعية فكرية في أذهان الشباب من جيل المستقبل، مع أن المملكة لا يوجد بها تعدد هويات إلا في حدود دنيا مقارنة بغيرها.
ولأن «الهوية» ما زالت مفهوماً غامضاً في ثقافة الجيل، فإن المؤسسات الثقافية والإعلامية ومفكريها وعمداءها مطالبون ببلورة مفهوم معرفي يعكس انتماء وطنياً صوب اندماج مجتمعي يعلي «هوية الوطنية» عن أي هوية أخرى.
أما إذا تطرقت إلى تدمير العقول الذي ينتج عن تصادم بين ثقافتين متناقضتين في القيم والمشاعر والمعتقدات والأفكار السياسية والمذهبية، فإن «وسائل التواصل الاجتماعي» فجرت تلك الصراعات، إضافة إلى الحرب الباردة التي شنتها مواقع إلكترونية هدامة منتشرة على «الويب» تبث سمومها للجيل، بأكاذيب وافتراءات وشائعات وتضليل، ومن ذلك نحتاج لتكاتف مجتمعي ومؤسسي بتقليل «صراع الهوية».
وفي ظل غياب «مسطرة التوافق المجتمعي»؛ أخرجت «القنوات اليوتيوبية» الغث، وأصبح العبث الإلكتروني يتزايد يومياً أمام أعين الجيل المهووس بها للأسف، إذ شكَّلت ثقافة صراع فكري وحروب هوية تتجاوز الحدود الإقليمية، إضافة إلى الحسابات الوهمية التي تظهر على شكل مكوِّن ثقافي داخلي يسعى لزرع الفتنة والتفريق العرقي والمذهبي.
إذن، أمامنا جهد جماعي لوضع حلول جازمة لحجب تلك القنوات الخداعة الممولة من قوى خارجية معادية، وهنا يأتي دور «وزارة الإعلام».. فهل نحن على قدر المسؤولية؟