تظلم دنياك، وتضيع أفراحك، وتتسلق الأفكار ومشتتات ذهنك لترسم ملامح تعاستك وبؤسك. وهذا ما يحدث حينما تفقد بوصلة الطريق إلى واقع الحياة، والمصباح المنير لدروب الفلاح، والطريقة الصحيحة للتعامل مع الوقائع والأحداث. فالكثير يبقى أسيراً للقلق، والحزن، والخوف؛ نظير أحداث يخشى وقوعها وهي لم تحدث بعد! أو أحداث وقعت بالفعل وما زال يعيش ظلمتها، ويتجرع مرارتها؛ فيولِد ذلك في نفسه الكثير من الآثار السلبية النفسية، والجسدية. ثم يصل به إلى أن يفوت على نفسه الكثير من الوقت! سواء في الإنجاز، والبناء، والتطوير؛ أو حتى قضاء وقت ممتع مع نفسه، وأسرته، وأصدقائه. وكل ذلك بسبب الحزن على ما فات وهو لن يعود أو تكالب الهموم عليه، وضعف حيلته في حل مشاكله المستقبلية؟ وهو أمر بالإمكان التعامل معه بطرق مناسبة. والصواب أن يقدر لكل شيء قدره، ويعطي كل مشكلة ما تستحق من وقته بلا إفراط ولا تفريط. وهو بذلك يسلك مسلك العظماء. فالأحداث التي حدثت بالفعل مع تفاوت حجمها وكبرها ولعل أعظمها ألم الفقد بموت قريب أو حبيب لهي أمر واقع لا مفر منه، وأستذكر هنا قول النبي صلى الله عليه وسلم: (إنما الصبر عند الصدمة الأولى) وهو الصبر الذي يوصلك إلى الرضا والقبول، ثم إلى نيل الأجر، والفوز باستثمار وقتك، وحصولك على راحة عقلك وجسدك، ونيلك لأجر الصبر من الله تعالى. وبذلك تكون راحة في الدنيا والآخرة. وأذكر مقولة للغزالي يقول: إذا وجدت الصبر يساوي البلادة في بعض الناس، فلا تخلطن بين تبلد الطباع المريضة وبين تسليم الأقوياء لما نزل بهم. وهذا ما يجب أن تكون عليه، فتبلد الإحساس بالمصيبة مرض لا شك. وقد مر بنبينا عليه السلام من المحن والمصائب ما لم يمر على غيره قط، ولما مات ابنه إبراهيم قال: (العين تدمع والقلب يحزن ولا نقول إلا ما يرضي الرب، وإنا لفراقك يا إبراهيم لمحزونون)، ولكن هذا لا يعني أن تبقى أسيراً لألمك! بل تتعامل مع حزنك رضاء بالقضاء، وطمعاً في الأجر، وتسليما للقدر. ثم الانطلاق والمسير نحو حياة أجمل.
وذكر ديل كارنجي طرقا للتعامل مع الأحداث القادمة يقول: سل نفسك ما هو أسوأ ما يمكن أن يحدث لي؟ ثم هيئ نفسك لقبول أسوأ الاحتمالات ثم اشرع في إنقاذ ما يمكن إنقاذه. وأنت بذلك تجد لنفسك المساحة الكافية لاقتناص وقت ثمين للتخطيط، والتنظيم يسهم في اتخاذ القرارات الصائبة والحلول المناسبة. كما يجلب لك الأنس بدلا من البكاء على اللبن المسكوب، والطمأنينة بدلاَ الخوف من الاختبار القادم.
وذكر ديل كارنجي طرقا للتعامل مع الأحداث القادمة يقول: سل نفسك ما هو أسوأ ما يمكن أن يحدث لي؟ ثم هيئ نفسك لقبول أسوأ الاحتمالات ثم اشرع في إنقاذ ما يمكن إنقاذه. وأنت بذلك تجد لنفسك المساحة الكافية لاقتناص وقت ثمين للتخطيط، والتنظيم يسهم في اتخاذ القرارات الصائبة والحلول المناسبة. كما يجلب لك الأنس بدلا من البكاء على اللبن المسكوب، والطمأنينة بدلاَ الخوف من الاختبار القادم.