نما حجم الإنفاق السياحي في السعودية 100% بين 2013 و2019، وكان تأثير فايروس «كورونا» واضحاً في تعطيل السياحة عالمياً عام 2020. ومن الجميل أن نذكر أن المملكة سنت مجموعة من القوانين التي تهيئ لإطلاق مشروعات سياحية جاذبة للسياح من الداخل والخارج. وتُعد كل تلك المؤشرات مبشرات على السير في طريق تحقيق الهدف الاستراتيجي لقيادتنا بتنويع مصادر الدخل والإسهام في إيجاد فرص وظيفية دائمة ومؤقتة، وكل ذلك يبدو جميلاً، ولكن أين الثقافة وما تمثله من عماد لنجاح هذه المشاريع؟
الثقافة بتعريف «تايلور»: «كل مركب من العقائد والمعارف والفنون والأخلاق والموسيقى»، لذلك فإن تهيئة الجانب غير المادي يُعدُ برأيي أهم من نظيره المادي، لأن الإنسان هو من يدير البيئة ويتغلب على الجغرافيا.
ومن يعتقد أن الإبهار العمراني وتسهيل خدمات السائحين عبر المنافذ الحدودية يكفي لتنشيط السياحة، يجب عليه ألا ينسى تأثير الثقافة الهامشية التي ربما يصطدم بها السائح. فالثقافة الهامشية هي من تزاحم الثقافة المركزية المهيمنة ولكن في حدود إثنية وجغرافية معروفة. فالثقافة الأمريكية سائدة في كل الولايات والمدن الأمريكية ولكنها لم تلغِ ثقافة «الأميش» و«الهنود الحمر» فتناغمتا معاً وعُمل بكل واحدة في موضعها الصحيح. كذلك ثقافة المملكة المتحدة لم تزل ثقافة سكان «ويلز» الأصليين و«اسكتلندا» بل زاد من الثراء الثقافي وأصبح جاذباً ومصدر فخر لهم ومتعة للسائحين.
إن تحقيق النجاح في مجال الاستثمار السياحي دون إسناد ودعم من وزارات الإعلام والثقافة والتعليم يعد تحدياً للعقلانية والمنطق. يجب على الإعلام أن يتطرق للتنوع الثقافي وإيجابياته. كذلك وزارة التعليم يجب أن تكثف من حضورها الفعال من خلال توعية وتثقيف أجيالنا الناشئة بقيمة التنوع الثقافي (الثقافات الهامشية) الذي تتميز به مملكتنا وتوضيح أهمية السياحة وضرورة تحمل كل مواطن مسؤولية المحافظة على صورة وطنه عالمياً. أما وزارة الثقافة فتتحمل، برأيي، الجزء الأهم في هذه المهمة من ناحية التنسيق بين جهود كل الوزارات والمؤسسات لزيادة الوعي الثقافي وتبيان دوره في تسهيل اندماج المجتمع وتقبله للآخرين من سياح. فثقافتنا المركزية هي التي نتغنى بها فأصبح الحرمان الشريفان شعارين دينيين لكل مواطن وأضحت العرضة السعودية والزي السعودي (الثوب والشماغ) رمزاً يشير لمملكتنا في معظم المحافل داخلياً وخارجياً على الرغم من وجود الكثير من الفنون الأصيلة الأخرى مثل «الدحة» في الشمال، «المجالسي» في الحجاز، و«الخطوة» و«القزوعي» في الجنوب ووجود لباس تقليدي يميز بعض المناطق في جنوب وغرب وشرق المملكة. كذلك القيم والأعراف الاجتماعية تختلف من منطقة لمنطقة بل ومن قرية إلى قرية وهذا أمر طبيعي يزيد من ثرائنا الثقافي ويدفعنا لنثقف السائح حتى يستفيد ونستفيد.
أخيراً.. لا بد من تهيئة الفرد لتقبل التغيير الجديد في تعاملنا مع السائحين فمجتمعنا ليس بدعاً من المجتمعات، فكل مجتمع يمر بتغيرات ثقافية أثناء تطوره وتختلف المجتمعات في قدرتها على تجاوز تلك التغيرات بسهولة ولكن الآمل في مجتمعنا الشاب يوازي إيماننا بنجاح القيادات الشابة التي تتولى إعادة تنظيم المجتمع على الأصعدة كافة.
الثقافة بتعريف «تايلور»: «كل مركب من العقائد والمعارف والفنون والأخلاق والموسيقى»، لذلك فإن تهيئة الجانب غير المادي يُعدُ برأيي أهم من نظيره المادي، لأن الإنسان هو من يدير البيئة ويتغلب على الجغرافيا.
ومن يعتقد أن الإبهار العمراني وتسهيل خدمات السائحين عبر المنافذ الحدودية يكفي لتنشيط السياحة، يجب عليه ألا ينسى تأثير الثقافة الهامشية التي ربما يصطدم بها السائح. فالثقافة الهامشية هي من تزاحم الثقافة المركزية المهيمنة ولكن في حدود إثنية وجغرافية معروفة. فالثقافة الأمريكية سائدة في كل الولايات والمدن الأمريكية ولكنها لم تلغِ ثقافة «الأميش» و«الهنود الحمر» فتناغمتا معاً وعُمل بكل واحدة في موضعها الصحيح. كذلك ثقافة المملكة المتحدة لم تزل ثقافة سكان «ويلز» الأصليين و«اسكتلندا» بل زاد من الثراء الثقافي وأصبح جاذباً ومصدر فخر لهم ومتعة للسائحين.
إن تحقيق النجاح في مجال الاستثمار السياحي دون إسناد ودعم من وزارات الإعلام والثقافة والتعليم يعد تحدياً للعقلانية والمنطق. يجب على الإعلام أن يتطرق للتنوع الثقافي وإيجابياته. كذلك وزارة التعليم يجب أن تكثف من حضورها الفعال من خلال توعية وتثقيف أجيالنا الناشئة بقيمة التنوع الثقافي (الثقافات الهامشية) الذي تتميز به مملكتنا وتوضيح أهمية السياحة وضرورة تحمل كل مواطن مسؤولية المحافظة على صورة وطنه عالمياً. أما وزارة الثقافة فتتحمل، برأيي، الجزء الأهم في هذه المهمة من ناحية التنسيق بين جهود كل الوزارات والمؤسسات لزيادة الوعي الثقافي وتبيان دوره في تسهيل اندماج المجتمع وتقبله للآخرين من سياح. فثقافتنا المركزية هي التي نتغنى بها فأصبح الحرمان الشريفان شعارين دينيين لكل مواطن وأضحت العرضة السعودية والزي السعودي (الثوب والشماغ) رمزاً يشير لمملكتنا في معظم المحافل داخلياً وخارجياً على الرغم من وجود الكثير من الفنون الأصيلة الأخرى مثل «الدحة» في الشمال، «المجالسي» في الحجاز، و«الخطوة» و«القزوعي» في الجنوب ووجود لباس تقليدي يميز بعض المناطق في جنوب وغرب وشرق المملكة. كذلك القيم والأعراف الاجتماعية تختلف من منطقة لمنطقة بل ومن قرية إلى قرية وهذا أمر طبيعي يزيد من ثرائنا الثقافي ويدفعنا لنثقف السائح حتى يستفيد ونستفيد.
أخيراً.. لا بد من تهيئة الفرد لتقبل التغيير الجديد في تعاملنا مع السائحين فمجتمعنا ليس بدعاً من المجتمعات، فكل مجتمع يمر بتغيرات ثقافية أثناء تطوره وتختلف المجتمعات في قدرتها على تجاوز تلك التغيرات بسهولة ولكن الآمل في مجتمعنا الشاب يوازي إيماننا بنجاح القيادات الشابة التي تتولى إعادة تنظيم المجتمع على الأصعدة كافة.