-A +A
مشاعل المالكي mashael.m1418@hotmail.com
إقحام اللغة الإنجليزية في «العربية».. ظاهرة سادت على أبناء لغة «الضاد»، ومما أراه أن هذا الفعل امتهان للغة العربية التي ميزها الله في كتابه العزيز واستنقاص من قدرها.

ما الذي ينقصنا من مفردات تجعلنا نستعين بلغات أخرى للتعبير عنها؟ ألا يوجد لدينا كلمة «هاتف» حتى نقول (phone)؟، هل نفدت مفردات اللغة في التعبير عن كلمة «حسناً» حتى نقول (ok)؟، هل نصاب بالحرج الشديد من لغتنا حين نقول «رمز» ونستبدلها بـ code)؟.


لا أعلم ما هو السبب الرئيسي في اكتساح الإنجليزية وإقحامها حتى داخل الجملة الواحدة، إذ لا يستطيع الشباب إكمال جملة بمفردات عربية فصيحة أو حتى عامية، لماذا يا ترى؟ هل يخجل أبناؤنا من النطق بها أن كان اعتقادهم أنها لا تواكب العصر؟ أم هل غزتنا اللغة الإنجليزية حتى في حديثنا وهيمنت على الشباب العربي؟.

لا أنكر أن «الإنجليزية» لغة العصر والتطور، ولا بد أن ننفتح على ثقافات ولغات وحضارات مختلفة، وندعم الروح المستكشفة التي تسعى للمعرفة واكتساب المهارات، ولكن ليست بهذه الطريقة التي لها سلبيات مجتمعياً وتربوياً.

إن حشو «الإنجليزية» في نصف الحديث (أمر مستفز) في ظل نكرانهم التام للغتنا، فهم لا يتحدثون بها في حياتهم اليومية الخاصة ولا حتى الاجتماعية كما نفعل نحن، إن لم نتحدث بلغتنا فلمن نتركها؟ لأي جيل سنورثها؟ إن كان الطفل يسمع من والديه اللغة الإنجليزية أكثر من لغته الأم ويحاكيهما، كل شيء يموت بالإهمال والتفريط واللغة العربية ومفرداتها أمانة في عنق كل مسلم عربي غيور، ورسالة لكل شاب عربي.

افتخر بلغتك كما لو أنها اللغة الوحيدة في العالم، طور من مفرداتك، تحلَّ بألفاظها وارتشف من بحر بيانها ورونقها، عزز بها كل الأحاديث، تبختر بها أمام الأمم، هذه اللغة التي أرضها تبر وماضيها عطر وسيرتها عبق، لغة أطهر الخلق محمد صلى الله عليه وسلم، ولغة الشعراء والعلماء والمخترعين الذين صالوا وجالوا في الأرض معتزين بعروبتهم، فاللغة وديعة وليس بهذا الفعل تحفظ الودائع، اللغة ملجأ ووطن وحضن لا تخنها وتغترب وأنت في رحابها.