مازالت الدولة تبذل جهودًا كبيرة لتطويق ومحاصرة فايروس كورونا الذي أصاب الملايين من البشر، وقد حققت في ذلك نتائج إيجابية كبيرة أدت إلى انتعاش الوضع الاقتصادي والاجتماعي، وتحقق كل ذلك بجهود الدولة وبوعي أفراد المجتمع وتفهمه بتحديات المرحلة، وخاصة بعد قرار خادم الحرمين الشريفين الحكيم بتقديم الامتحانات، والهدف منه حمايه أبنائنا الطلاب من الحد من سرعه انتشار عدوى الوباء في المرحله القادمة، والتي تُعرف بالموجات المتتالية، ولكني فوجئت من القرار الذي اتخذته وزارة التعليم بإجبار الطلبة في الكليات الجامعية بأداء الامتحانات حضورياً بعد ما كان يؤدونها عبر النت (عن بعد).
لا شك أن القرار لا يتفق مع ظروف هذه المرحلة، وخصوصًا هذه الأيام التي نشهد فيها عودة ارتفاع منحنى الإصابات، فمهما كانت التدابير الاحترازية والوقائية إلا أن المخاوف تظل كبيرة في إمكانية تعرض أي طالب - لا سمح الله - للإصابة، وبالتالي نقله لجميع أفراد أسرته والتي لن تخلو بالتأكيد من كبار السن قد تؤدي لهم بمضاعفات خطيرة.
ولا يفوتني أن أستشهد في هذا الإطار بانتشار كورونا مجددًا أكثر من أي وقت مضى، في تلك الدول التي فتحت المدارس والجامعات وعانت بعدها كثيرًا، فأعادت النظر في القرار وأغلقت المدارس والجامعات مرة أخرى.
ما يزيد من خطورة الأمر أن السلالات الجديدة لفايروس كورونا اكتسبت خاصية سرعة الانتشار والعدوى، وبالتالي فإن الخطورة مازالت قائمة وتتطلب التعامل مع معطياتها بحذر ويقظة.
أؤكد أن نجاح مراحل التصدي لفايروس كورونا مازالت إلى الآن مرهونة على الوعي المجتمعي، إذ تعد مسؤولية الفرد أكثر في هذه الفترة الحرجة انطلاقاً من أن الفايروس مازال موجوداً ولم يضعف، لذا لابد أن يدرك كل فرد في المجتمع دوره في تطويق فايروس كورونا.
وأخيرًا.. تبذل الجهات الصحية جهودًا كبيرة في توعية أفراد المجتمع وتحث على ضرورة أخذ التطعيم واستمرار ارتداء الكمامة والتباعد الجسدي أينما توجه الشخص، فمن واجب أفراد المجتمع التعاون مع جميع الجهات في التقيد بالتدابير الاحترازية والمبادرة بأخذ التطعيم واستمرار تطبيق الاشتراطات الصحية. (والله خير الحافظين).