-A +A
منصور جبر mansourjabr@
تمر بك الأيام فتجد أنك قد أجحفت في حق نفسك كثيرا وأهملت، فلا تُذهِبْ نفسَكَ حسَرات وسامح، فقد بقي هناك وقت ولو يسير.. قد يَشِيْ بينكَ وبين أخيك أو صديقٍ لك واشٍ، وقد يُخطئ عليك أخوك، فتلطَّف به ولا تقطعه مهما كانت الأسباب، وسامح، فإن الأخ لا يعوَّض.. زوجتك تخطئ عليك، وربما تتهمك، وقد تعاند في تصرفاتها معك، تصالح مع نفسك وسامح، فإنها تحتاج إلى أن تستمع إليها.. وأنتَ بين أضيافك يقعُ من يد طفلك إناء فيُكسر وينكفئ ما بداخله، فلا تكسر نفسه أمامهم، وسامح، فإنه لم يتعمد ذلك.

تود أن تذهب إلى عملك وقد ارتديت أجمل ثيابك، فتهرع إليك صغيرتُكَ وتضمك، فيتسخ ثوبك من يديها لبراءتها، فلا تجرح حبها، وسامح، فإنها طفلة، وكذلك كنتَ أنت.


سامح ودرب نفسك على أن تُسامح، سامح نفسك، سامح غيرك، سامح جميع الناس، سامح كل شيء في الأرض، سامح جميع المخلوقات، ألا تريد أن يسامحك الله. نذنب في حق الله، ونقصر في جنبه، ونريد منه أن يسامح.. نخطئ ونقصر في حق والدينا، ونريد منهما السماح.

في صغرك تهمل دروسك المنزلية، فيغضب منك معلمك، فترجوه أن يُمهلك للمرة الأخيرة وأن يُسامح، تقود سيارتك فتميل باتجاه أحدهم خطأ، فتبتسم له ليسامح، كذلك أنت سامح، كم سيكون جميلا لو عاش الناس بالتسامح، سامح نفسك، وسامح غيرك، وانشر ثقافة التسامح، وعش بتسامح، لعل الله أن يسامحك.