-A +A
بقلم: طراد الخليوي - مدير عام أمجن السعودية

على الرغم من التقدم المحرز في التشخيص والعلاج والوقاية، تظل أمراض القلب والأوعية الدموية السبب الرئيسي للوفاة على مستوى العالم، حيث تودي بحياة ما يقدر بنحو 17.9 مليون شخص في كل عام. وللحد من جائحة أمراض القلب والأوعية الدموية وتخفيف العبء عن الناس والمجتمع، يتوجب علينا تعزيز التعاون بين قطاعي الرعاية الصحية الخاص والعام وتحفيز تطوير واعتماد علاجات وحلول مبتكرة.

مشهد الرعاية الصحية في المملكة العربية السعودية

تشهد المملكة العربية السعودية زيادة في أعداد المصابين بأمراض القلب والأوعية الدموية أكثر من أي وقت مضى، خصوصاً الفئة العمرية (60 عاماً فما فوق). وبفضل القيادة الحكيمة لخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز وولي العهد الأمير محمد بن سلمان، تسير رؤية المملكة العربية السعودية الطموحة 2030 وبرنامج التحول الوطني 2020 على المسار الصحيح لتحسين جودة خدمات ومرافق الرعاية الصحية في جميع أنحاء المملكة. وباعتبارنا داعما قويا لإستراتيجية تحول الرعاية الصحية في المملكة، نعمل في شركة أمجن السعودية جنباً إلى جنب مع أصحاب المصلحة الرئيسيين لبناء نظام بيئي محلي للبيانات، وتقديم حلول مبتكرة لدعم المرضى ومقدمي وموفري خدمات الرعاية الصحية التي تشهد تطورات متسارعة في المملكة العربية السعودية. كما نساهم بتزويد أصحاب المصلحة بالبيانات الصحية اللازمة، بما في ذلك إجراء دراسات حول فعالية التكلفة ودراسة التأثيرات التي تسببها أمراض القلب والأوعية الدموية على الاقتصاد المحلي.

ومنذ دخولها السوق السعودية قبل عقد من الزمن، حققت أمجن نمواً في توفير خدمات الرعاية وأصبحت من الشركات الرائدة في قطاع الرعاية الصحية في المملكة. وفي عام 2020، أنشأت أمجن شركة أمجن السعودية المحدودة، حيث جاء ذلك في إطار الالتزام بالاستثمار في أكبر سوق في منطقة الشرق الأوسط. ومنذ ذلك الحين، قمنا بتوسيع نطاق عملياتنا وزيادة توظيف المواطنين السعوديين المتميزين لدعم مسارنا لتوطين حلول الرعاية الصحية المبتكرة في المملكة العربية السعودية. نحن ملتزمون بشدة بدعم المجتمعات في توفير علاجات فعالة وبأسعار مناسبة وتغيير حياة المرضى الذين يعانون من أمراض القلب والأوعية الدموية. كما أننا نؤمن بالاستثمار في البنية التحتية المحلية لتعزيز الأنظمة الصحية ورؤية 2030. وإلى جانب دورها كشركة أدوية رائدة توفر الدعم للمرضى ومقدمي الرعاية، تقود أمجن السعودية الجهود الوقائية المحلية لجيل جديد أكثر صحة، مما سيقود بدوره إلى زيادة الإنتاجية للاقتصاد.

كما نعمل على زيادة استثماراتنا في توفير الأدلة المحلية التي يمكن أن تدعم القرارات الصادرة عن الجهات الصحية الرئيسية. وفي إطار التزامنا بالتركيز على العلوم الحيوية المرتبطة بأمراض القلب والأوعية الدموية، فإننا نعمل عن قرب مع مختلف أصحاب المصلحة للحد من أمراض القلب والأوعية الدموية، وبصفتنا شركة محلية تابعة، نتوقع استثمار أكثر من 300 مليون ريال سعودي في المملكة العربية السعودية خلال السنوات الخمس المقبلة.

التعاون بين القطاعين العام والخاص

يعد التعاون بين القطاعين العام والخاص عاملاً أساسياً في معالجة أمراض القلب والأوعية الدموية في المملكة العربية السعودية. ونحن في أمجن السعودية، نكرس جهودنا في متابعة ومعالجة انتشار أمراض القلب والأوعية الدموية في المملكة من خلال العمل عن كثب مع الهيئة العامة للغذاء والدواء ووزارة الصحة والمجلس الصحي السعودي، بالإضافة إلى مجموعة من مؤسسات الرعاية الأكاديمية والمتخصصة. ونحن نرى بأنه من المهم أن نلعب دوراً فاعلاً في دعم النظام البيئي الكامل للرعاية الصحية وتقييم كل عنصر من عناصر رعاية القلب بشكل تعاوني.

وفي هذا الصدد، وقعنا في أمجن السعودية أخيراً مذكرة تفاهم مع مجلس الصحة السعودي، لبدء سلسلة من برامج التوعية والتثقيف الصحي لمرضى القلب والكوليسترول. وتضمنت الشراكة تنظيم عدد من البرامج التدريبية المتخصصة لموظفي تمريض مركز القلب بالإضافة إلى برامج تدريبية متقدمة لأطباء القلب وأطباء الرعاية الأولية عبر مستويات الوقاية الثلاثة. من خلال العمل الوثيق مع مجلس الصحة السعودي، نقوم بتطوير إرشادات جديدة للرعاية الصحية للقلب وفقًا لأفضل الممارسات الدولية، بما في ذلك إطلاق منصات تثقيفية وبرامج توعوية للأطباء والممرضات والمرضى على حد سواء بهدف المساهمة بشكل إيجابي في تطوير الخدمات الصحية في المملكة.

الأبحاث التحويلية

إن فهم الآليات البيولوجية الأساسية لأمراض القلب والأوعية الدموية هي السمة المميزة لجهود أمجن السعودية البحثية، إلى جانب العمل على المزيد من خطط التطوير المحلية للأدوية الجديدة المحتملة. كما يتيح نهج أمجن «علم الأحياء أولاً» لعلمائنا استكشاف المسارات الجزيئية المعقدة للمرض أولاً قبل تحديد نوع الدواء، أو الطريقة، التي من المرجح أن تقدم الفعالية والأمان الأمثل. ومع استمرار التقدم في علم الوراثة البشرية، نواصل التركيز على الجذور الجزيئية لأمراض القلب والأوعية الدموية ونستكشف دائماً طرقاً جديدة لتحديد أهداف أمراض القلب والأوعية الدموية والتحقق منها.

ابتكار

نحن في أمجن السعودية مصممون على توفير علاجات فعالة للتحديات الصحية الأكثر انتشاراً في المملكة العربية السعودية. لذلك، نسعى دائماً لإطلاق كل ما هو مبتكر في الطب والبدائل الحيوية، وقد أطلقنا العديد من الجزيئات المبتكرة في أمراض القلب والأوعية الدموية. وفي عام 2020، دخلنا في شراكة مدتها 10 سنوات مع الشركة السعودية للصناعات الدوائية والمستلزمات الطبية (SPIMACO)، بهدف تقديم جزيء مناسب من حيث التكلفة لعلاج مرضى المناعة في المملكة، فضلاً عن هدفنا المتمثل بتعزيز توطين صناعة الأدوية في المملكة.

البيانات والرقمنة

نسعى في أمجن السعودية إلى تمهيد الطريق للتحول الرقمي لقطاع الرعاية الصحية وإعادة تشكيل تفاعلنا مع المهنيين الصحيين. وفي هذا الإطار، أنشأنا نموذجًا رقميًا لتبسيط طريقة اتخاذ القرارات بشأن خطط العلاج والنتائج الصحية. كما نعمل على زيادة استثماراتنا في أدوات الرعاية الصحية الرقمية، بالإضافة إلى تطوير البرامج التي تستخدم التعلم الآلي والذكاء الاصطناعي لتعزيز رحلة المريض من البداية إلى النهاية.

وفي إطار جهودنا لتعزيز مسار رعاية المرضى، نجري دراسات أدلة واقعية توفر لنا رؤى محلية تتيح لنا تطوير برامج تعتمد على البيانات لتحسين رحلة المريض. تُستخدم هذه البيانات أيضًا لتوفير الوصول المبكر إلى الأدوية المبتكرة من أمجن، حيث نجحت في تلبية الاحتياجات الطبية العالية غير الملباة في مجالات إدارة الدهون ونقائل العظام والأورام الصلبة، بما في ذلك الرئة والقولون.

وفي الوقت الذي نشهد فيه تطور نظام الرعاية الصحية السعودي، لا يزال الوصول إلى الرعاية الصحية والأدوية المبتكرة عملية طويلة ومعقدة. لقد رأيت بنفسي القوة التحويلية الكبيرة للتعاون، وأنا واثق من أنه من خلال العمل معاً مع أصحاب المصلحة الرئيسيين في المملكة العربية السعودية، يمكن أن تقود أمجن السعودية الجهود الهادفة إلى الحد من أمراض القلب والأوعية الدموية في المملكة.