تتمتع المملكة بمساحة شاسعة، جمعت في أنحائها تنوعا كبيرا في المناخ والبيئة والتراث والفنون، وبعض العادات والتقاليد، التي تعطيها زخما وثراءً كبيرين، قد لا يتوفران للعديد من دول العالم.
وربما لا يلحظ المواطن والمقيم هذا التنوع الواسع سوى في المناخ واختلافه بين السواحل بأجوائها المعتدلة، والجنوب بأجوائه الباردة، والشمال بجليده شتاءً واعتداله صيفا، وكذلك وسطه الذي يتفاوت أيضا بين الفصول، إلا أنَّ من يمعن النظر في أنحاء المملكة ومساحتها المترامية، سوف يجد المزيد من مفردات التنوع والتميز، لكنها تذوب جميعها في بوتقة التجانس والسمات الوطنية الواحدة، لتنتج في النهاية تلك الخصوصية السعودية بكل ثرائها وعمقها.
ولعل برنامج صيف السعودية الذي أطلقته الهيئة السعودية للسياحة مؤخرا في 11 وجهة في أنحاء المملكة، يطرح هذا التنوع على طاولة السياحة، ليؤكد للجميع أنه يمثل ثراءً لصناعة السياحة في السعودية، حيث يتاح للسائح أينما ولى وجهه العديد من التجارب والأنشطة، سواء فنية أو ثقافية أو مناخية أو حتى في المأكولات والثقافة الغذائية.
وكذلك تُبرز الهيئة العامة للترفيه أيضا عبر فعالياتها المختلفة التنوع الفني والثقافي الذي يحظى به المجتمع السعودي في مناطقه المختلفة، لتؤكد أن التنوع البيئي والثقافي والفني هو قيمة مضافة لما تمتلكه المملكة من مقومات. فمع مساحتها المترامية، تصبح كل بقعة على خريطتها تمثل تجربة سياحية قائمة بذاتها، وفي كثير من الأحيان تمتلك المنطقة الواحدة أكثر من تجربة، تختلف عن نظيرتها في النشاط والشكل والمضمون.
فعلى سبيل المثال تحتضن منطقة الرياض مقومات السياحة الثقافية والتراثية من خلال الدرعية، وما تمتلكه من قيمة على المستوى التاريخي والوطني، وأيضا تمتلك السياحة الترفيهية والمنشآت الحديثة والفاخرة، وكذلك منطقة المدينة المنورة تحظى بمقومات السياحة التاريخية والطبيعية في العلا، كما تحتضن المسجد النبوي الشريف، الذي تُشد إليه الرحال من شتى أنحاء الأرض. وكذلك منطقة مكة المكرمة، التي تحتضن المقدسات والشواطئ والجبال، جميعها في آن معا.. وفي الجنوب يمتزج ثراء الطبيعة بالتراث والثقافة والفنون والتقاليد الأصيلة.
وهكذا، كلما أشرت إلى أي منطقة في المملكة أو حتى مدينة، سوف تجدها بهذا الثراء والتنوع، الذي ربما اعتاده الجميع، نظرا لما يتمتع به المجتمع السعودي من تجانس، رغم ما يتمتع به أيضا من عمق وثراء نادرين. هذا التنوع والثراء تحرص كل من الهيئة السعودية للسياحة، والهيئة العامة للترفيه دائما على إظهاره وتأكيده واستثماره من خلال برامجهما المختلفة، من أجل جودة الحياة والتنمية، وفق رؤية المملكة 2030، والتي اعتبرت السياحة والترفيه من أهم مصادر تنمية الدخل المحلي في المملكة والعالم.