-A +A
سالم بن شامخ sbinshamikh@
بأيدينا تحويل التهديدات لفرص جبارة مثمرة للغد، فالفرص الواعدة في زخم ولو أفسحنا المجال لعقولنا لوجدنا أنه يحتاج منا ذلك لخوض التحدي فقط..

مثال ذلك؛ مؤسس بنك الفقراء البروفيسور محمد يونس، الذي ملأت فروعه بلدان العالم، وحصل على خمسين شهادة دكتوراه، فضلاً عن الأوسمة الحاصل عليها يتصدرها الوسام الأمريكي الذي لم يسلم سوى لشخصيتين، كأنه لم توضع ضوابطه إلا لهما، وحصوله على جائزة «نوبل للسلام» في 2006.


«بنك الفقراء» الذي بدأ من قرية «جوربا» في بنغلاديش عام 1976 بقرض يبلغ 27 دولاراً، أصبح أحد أهم البرامج المناهضة للفقر في العالم، إلى أن زادت فروعه على الـ2500، ويعمل به 26 ألف موظف، وأقرض مليارات الدولارات للملايين من الفقراء بمعدل استرداد قدره 98%، ذلك أنه لم يستمع للمثبطين والمحبطين وأعداء النجاح وكانت نسبة المخاطرة في المشروع عالية جداً.

وعندما نعرّج على عملاق البنوك الاستثمارية العالمية «سوفت بنك» في اليابان، فإنه يأتي ثالث أعلى الشركات العالمية رِبحاً بعد «أبل» و«أرامكو».. وكما يسمونه «الدجاجة التي تبيض ذهباً»، إذ يستثمر بقوة في «التكنولوجيا»، ويكفيه أن ربحه للفترة الماضية تجاوز الـ45 مليار دولار.

إذن؛ فنحن نصنع الفرص ولا تصنعنا.. من لم يضحِّ ويخاطر لن يرى النجاح، وبحجم المخاطرة يكون الربح.. بعض التضحيات ليس مدروسا، وبعضها مدروس ومخطط لها.

إن الاستثمارات الصغرى لا تتأثر كثيراً من تقلبات السوق إذا امتلكت إدارة متفتحة ومتنوعة أدوات التسويق لها، مثل: المعاهد المتخصصة، ومدارس الأطفال، والتطبيقات الذكية التي يكون فكرها خارج الصندوق، والتطبيقات التشاركية، والاستثمارات في الأدوات الاستهلاكية ذات استخدام المرة الواحدة (الطبية والصناعية).. ومن المهم؛ استثمار العقول البشرية أو «الإنسان» وتطويرها، وكسب ثقة «العملاء» إذ انها المكسب الأكبر في التجارة.

‏التطبيقات كثيرة والمستثمِرُون أكثر، ولكن الذي تفرد منها هم الذين أصبحوا عالميين وفرضوا أنفسهم.. ولا مكان في هذا الزمن للسكون وإن كان أحياناً مولداً للإبداع.. هذا هو زمن العاصفة وتسجيل الإبداع وانطلاقته بأقصى سُرعة وبأدقِ إبداع.. وأهم شيء في ذلك كله التحلي بالصبر والتأني في انتظار النتائج، مع التفاؤل وحسن الظن بالله.