كان النحل ولا يزال مصدر إلهام للإنسان في كثير من المجالات وعلى رأسها التنظيم والإتقان، فما أعظم الرحمن خلق فأبدع، وكل شيء لعظمته يخضع.. جاء رمضان والحج ومن قبلهما سائر الأشهر والأعوام لكن هذا العام وما سبقه كانا وقتاً استثنائياً أصابت العالم فيه جائحة «كورونا» التي سببت أزمات في عدة مجالات، على رأسها المجال الصحي والاقتصادي، لكننا كنا نرى فيها جهود المحسنين الأبطال في كل مجال، وكان للحرمين الشريفين وافر الحظ والنصيب من الجهود المباركة في أشد الأوقات والأزمان، وكانت الآذان والأعين تسمع وترى تلك الجهود التي بات فيها العاملون كخلية النحل، يعملون وكألوان العسل يتلألؤون ويبادرون لخدمة العباد، منهم قائد القوات قبل الأفراد والضباط، والرئيس قبل الوكلاء والموظفين، وجنود الصحة يعملون بشتى تخصصاتهم، وترى التناغم وألوان الجمال، فالعسكري بجوار المتطوع، والموظف بجوار رواد الحرمين، الكل يسعى لخدمة العباد وإتمام المهام والأعمال، كما يتم النحل عمله وينتج الجمال، وعندما دخل علينا شهر رمضان ومن بعده موسم الحج كانا من أشد التحديات وأعظمهما على كافة الجهات، لكن بتوفيق من الله وهمة تأخذنا إلى القمة، أثبت القائمون على خدمة الحرمين سعيهم الدائم للإحسان والإتقان والتكاتف رغم كل العقبات والتحديات والتفاعل السريع مع المستجدات والاستجابة للاقتراحات، فكانوا على عهدهم؛ أبوابهم مفتوحة وأذانهم صاغية وحالهم يقول القمة مكاننا والسماء ميداننا لا نرضى إلا بالعلا ولا نهاب الصعاب، نجوب السماء كصقر الشاهين يبدأ من القمة وإلى القمة يعود، وما كان ذلك ليتم بعد توفيق الله سبحانه إلا بالتوجيهات والرأي السديد لخادم الحرمين الشريفين وولي عهده الأمين والأمراء والوزراء والقادة القائمين على الجهات المعنية، فجزاهم الله، وجزى كل المحسنين الأبطال خير الجزاء وحفظهم في كل حال وترحال، ورفع قدرهم وجعلهم في أعلى عليين مع خير الأنبياء وسائر الأتقياء والصالحين، وزادهم توفيقاً ونصراً وثباتاً في الدنيا ويوم الدين.