-A +A
د. ريما ربَّاح RimaRabah@
هل عملية الإنجاب البيولوجي تشفي العلة النفسية؟!.. الإجابة القاطعة: (لا)!

الوالدان هما واحة الأمان والحب اللا مشروط.. اضطراب الشخصية النرجسية هو اعتلال سيكولوجي يمتاز بنمط دائم من الشعور بالفخامة في الخيال أو السلوك لدى الحالات المصابة.. تواجد هذه العلة النفسية لدى أحد الوالدين هو أشدها وطأة وأكثرها إيلاماً، فهناك يعيش الأبناء في صحراء مقفرة من أبسط ظلال الحب والأمان.


في حالة الوالدة النرجسية سيدور الوالد في فلكها، والعكس بالعكس.. هذه الأسرة غير طبيعية.. الحب مشروط بالامتثال.. الأبناء مجرد امتداد للوالدين.. احتياجات الأبناء وأحلامهم وحقهم في الحياة والسعادة أمر مرفوض تماماً.. الطفل دون حقوق، فالابن يضحي برغباته ويتفانى في تنفيذ أوامرهم التي لا تنتهي - حتى لو بلغ حد الجنون أو الانتحار - طمعاً في كسرة من الحب، لكن ذاك من عاشر المستحيلات فهو مصنف كحالة (ميؤوس منها).

وفي تناقض داحض لمساحة الفرح، نجد علاقة الآباء النرجسيين بأطفالهم تفتقد الحميمية كليةً، فلا يمكن البتة لأي منهم أن يعطي الطفل شيئاً إلا في مقابل منفعة شخصية كالوجاهة المجتمعية التي يحرصون عليها كل الحرص، وكمثال شائع نرى أن الهدايا لا يتم تقديمها لأبنائهم إلا في احتفالية كبرى وعلى مسرح مكتمل الجمهور.

الشخص النرجسي يمتاز بالذكاء الاجتماعي الذي يؤهله للتلاعب النفسي، فهو يظهر بشكل مثالي أمام المجتمع، ويقوم من خلف الكواليس بإدارة مجموعة مساندة من الأفراد تسمى اصطلاحاً بـ«القرود الطائرة» لنشر الشائعات ضد الضحية المستهدفة.

كبش الفداء (الخروف الأسود) هو الابن المتميز الذي يجرؤ على محاولة تحقيق ذاته والاستقلال مادياً.. تبدأ العقوبات بالعنف الجسدي واللفظي والعاطفي والانتقاص من خلقته وإنجازاته، وترفع الوتيرة بتطبيق العقوبات القصوى عبر الفرقة الطائرة، فهذا التمرد سيكلفه أن يرزح عمره قابعاً تحت طائلة تجريمه وتشويه سمعته وتكريسه (ابناً عاقاً) في المجتمع وإلى الأبد.

السؤال..

أوَ يكون من العدل يا ترى أن تنتهي الحياة هنا.. فيما بين مطرقة العقوق وسنديان اليتم ؟!

لا.. أبداً هذا ليس عدلاً!

أنت إنسان لك الحق بعلاقات تجعلك سعيداً ولك كامل الحق في إنهاء العلاقات السامة.

غادر.. اهرب بعيداً!

لا تلتفت للخلف.. أبداً!