-A +A
نجلاء ناصر الثقفي

ما أسهل الانتقادات ورمي الاحكام! سرعات ضوئية في استخلاص الاستنتاجات. استغرب شبكات عقول الآخرين. توصيلاتها واضحة غير معقده. تتبع قوانين رياضية مبسطة كأسرع طريق بين النقطة والأخرى هو الخط المستقيم. فلا يكاد الشخص يكلف نفسه فهم قانون الابعاد. وكأننا في حياه ذات بُعدين فقط!

يرى في تجاربه الشخصية قانونا مُبجلاً او كأنما دستور يتمنى أن يدرّس لإنقاذ حياة الآخرين. تفسيراتهم سطحية، يتباهون أقصر الاسلاك في عقولهم وأسرعها إنارة. والبعض الآخر يلتقط نفس التوصيلات لتخفيف جهد التفكير على أنفسهم. يرتبطون بتوصيلات لا تشبههم. يجتهدون بضبط احكامها في اجهزة الاستقبال في أدمغتهم. فينجحون في تركيبها ولكن مدة صلاحيتها تكاد تكون دقائق معدودة! يتلبسون رأي الآخر ووجهات نظره. آراؤهم متشابهة مكررة. يخافون الاختلاف! يربطون قبولهم بتشابه الآراء والأفكار وحتى التجارب. يتجردون من تفردهم وكأن في تفردهم خزيا وعارا غير مقبول فهذا القسم يتناسى تجاربه وتاريخه. وهو لا يعلم أن في ذلك مصدر قوته وثروته. فكلما تشابكت الاسلاك وازدادت اعدادها وتعددت مصادرها أصبحت أكثر طولا وتعقيداً فكونت نظاما عقليا أقوى. فبإعادة ترتيب هذه التوصيلات زادت المعرفة والحكمة لديه! فهل انقسم البشر كجزء مجرب ذي خبرة والآخر متلقٍّ يتعلم من تجارب الآخرين، فيأخذ دروسهم كمنهج يتّبع لحياة أفضل؟ ام ان اختلاف التجارب هو جزء مهم في تكوين تفرد البشر؟