بعد عناء يوم دراسي كامل، وأنا في طريق العودة إلى منزلي الهادئ، تراقصت بين أثير تلك المحطات الإذاعية باحثة عما يكسر جدار الصمت، ويحطم شعور الملل الذي تملكني. وجدتني أتوقف ودون أي مبرر مستمعة ومنصتة إلى «لا خلص كل الكلام اللي ما نخجل نقوله وما بقى إلا اللي ما بين السطور»، وهي واحدة من أجمل الأعمال التي تغنى بها عبدالمجيد عبدالله، ورغم كوني أحفظها عن ظهر قلب، إلا أنني شعرت وكأنها المرة الأولى التي أسمعها.
أحسست لوهلة بأنني أجمع شتات ذكرياتي التي أبت أن تفارق مخيلتي. أمسكت بحقيبتي واستنجدت بقلمي لأترك له الحديث لعله يخرج ما اكتنزه بيني وبيني. أعلم جيداً أن البعض قد يزجون بجميع المفردات والمعاني الجميلة المأسورة داخل أعماقهم في بحور الكتمان، وأدرك أن هناك العديد من الناس يفضلون لغة الصمت عن غيرها، ويحرمون أنفسهم نعمة التعبير ويضعونها في صندوق المخاوف بعد أن أصدروا عليها حكماً بالسجن المؤبد.
أما إذا كان الأمر يتعلق بالبوح بالمشاعر فسرعان ما يصبح الخوف حاكماً نخضع لأمره ونرضى بألمه وقد نكتفي بتلك الكلمات العابرة وغير المعبرة، التي تلتقطها أسماعنا في جميع المجالس، بينما تغلق قلوبنا آذانها بإحكام، هل تعلمون لماذا؟ لأن في أعماقنا لغة خاصة نفضلها عن سواها وهي لغة القلوب.
كثيراً ما نشعر ونحن في هذه اللقاءات برضا زائف يغلف عباراتنا الصادقة الخائفة، وفي كل لحظة نتذكر أن عليها أن تبقى في الخفاء خلف قضبان سجونها الموصدة، لأنه من غير المصرح لها أن تبصر النور. لنفكر بروية! ماذا سنفعل إذا انتهى الكلام الذي لا نخجل ولا نخشى من قوله، ولم يتبق سوى تلك الكلمات الخجولة المختبئة بين أحضان السطور هنا؟ هل سنظل صامتين وخاضعين لأمر الخوف المدعق الذي سيطر علينا؟ أم سنتفجر كالبراكين الثائرة ونعفو عن تلك الأحكام المؤبدة على مشاعرنا المسكينة؟ للأسف هو سؤال لم أجد له إجابة!.
أحسست لوهلة بأنني أجمع شتات ذكرياتي التي أبت أن تفارق مخيلتي. أمسكت بحقيبتي واستنجدت بقلمي لأترك له الحديث لعله يخرج ما اكتنزه بيني وبيني. أعلم جيداً أن البعض قد يزجون بجميع المفردات والمعاني الجميلة المأسورة داخل أعماقهم في بحور الكتمان، وأدرك أن هناك العديد من الناس يفضلون لغة الصمت عن غيرها، ويحرمون أنفسهم نعمة التعبير ويضعونها في صندوق المخاوف بعد أن أصدروا عليها حكماً بالسجن المؤبد.
أما إذا كان الأمر يتعلق بالبوح بالمشاعر فسرعان ما يصبح الخوف حاكماً نخضع لأمره ونرضى بألمه وقد نكتفي بتلك الكلمات العابرة وغير المعبرة، التي تلتقطها أسماعنا في جميع المجالس، بينما تغلق قلوبنا آذانها بإحكام، هل تعلمون لماذا؟ لأن في أعماقنا لغة خاصة نفضلها عن سواها وهي لغة القلوب.
كثيراً ما نشعر ونحن في هذه اللقاءات برضا زائف يغلف عباراتنا الصادقة الخائفة، وفي كل لحظة نتذكر أن عليها أن تبقى في الخفاء خلف قضبان سجونها الموصدة، لأنه من غير المصرح لها أن تبصر النور. لنفكر بروية! ماذا سنفعل إذا انتهى الكلام الذي لا نخجل ولا نخشى من قوله، ولم يتبق سوى تلك الكلمات الخجولة المختبئة بين أحضان السطور هنا؟ هل سنظل صامتين وخاضعين لأمر الخوف المدعق الذي سيطر علينا؟ أم سنتفجر كالبراكين الثائرة ونعفو عن تلك الأحكام المؤبدة على مشاعرنا المسكينة؟ للأسف هو سؤال لم أجد له إجابة!.