-A +A
نهى الغامدي nuna__i@
بداية اكتشاف إصابة والدتي بسرطان الثدي، طلبت من إخوتي أن أكون المسؤولة عن متابعة حالتها الصحية، لم أعتقد أنني سأواجه وحشاً أفقدني الكثير من الليالي الهادئة؛ ملاحقة المواعيد، مكالمة الأطباء، الاتصال بمركبات الإسعاف، لكني خرجت من هذه التجربة، كمرافقة لمريضة، بمعلومات وقصص أشارك فيها النساء حولي لينتبهن لأنفسهن ويبدأن بالكشف على أنفسهن، بدءًا بتنظيف جرح استئصال ثدي أمي، مروراً بحلاقة الشعر، حتى مسح الصديد عن يدي، وتنظيف القروح التي فعلها الكيماوي بالجلد.

ما سبق من «الميلودراما» ما يستدعي القفز بين الأسطر حتى الوصول للهدف الرئيسي لكتابة مقالي هذا، فما إن يدخل سرطان الثدي منزل امرأة حتى يتوقف الوقت عن المضي، يتحكم بأهله دون رحمة، بل يتصدر مجلس البيت والحكايات، ويترك فيهم ندوباً لا وقت محدداً لشفائها. ورغم القصص التي نسمعها حولنا عن ناجية من هذا المرض إلا أنه لا يمكن لامرأة منا أن تتخيل أن تسمع جملة «أنتِ مصابة بسرطان الثدي» حتى يحدث الأمر.


وبما أننا في شهر أكتوبر الذي اختير شهرا للتوعية بهذا المرض بعنوان «أكتوبر الوردي»، فإن المشاهير والمؤثرين في أنحاء العالم لبسوا اللون الزهري ونشروا صورهم في وسائل التواصل، إضافة إلى التوعية الخاصة للشركات والمؤسسات الطبية والغذائية والترفيهية.

ورغم ذلك؛ فإن موقع شركة الأطباء الأمريكي ذكر في مقال، أن الكثير من النساء اللاتي يخشين الكشف المبكر عن سرطان الثدي ممن عايشن تجربة إصابة قريبة لهن بهذا المرض، ولذلك ارتأيت الكتابة في هذا الأمر لأن تلطيف هذا الأمر القاسي والوحش الفتاك بلون وردي لا يمكنه التخفيف من بشاعته، حين يصيب إحدانا وتخوض عذابها الخاص تحت وطأة العلاج الكيماوي والإشعاع، ولأن الحل موجود من بدايته في مراكز الفحص المبكر على مدى شهر أكتوبر كاملاً في مدن المملكة والمستشفيات والمراكز الصحية وحتى الأسواق، فما الذي يمنع إحدانا أن تسبق الوقت وتكشف مبكراً قبل فوات الأوان؟