-A +A
جميل بن عبيد الله الفهمي jameelalfahmi@gmail.com
الكتابة على مر العصور بأي شكل من أشكالها، أمانة كبيرة يتحملها الكاتب وتسجل عليه، لذا عليه أن يتحرى الصدق في ما يكتب؛ تاريخاً لأحداث معينة أو إيراد معلومات يستفاد منها، ولعل بعض صناع الحرف؛ كتاباً للمؤلفات أو في الصحف أو مواقع التواصل الاجتماعي الإلكترونية، لا يدركون هذه المبادئ الكتابية، ترى بعضهم مؤرخاً، أو محللاً للأحداث المعاصرة، أو متذكراً لأحداث ماضية بدون مراجعة المصادرة العلمية الموثوقة، أو العودة لسند علمي تؤخذ ممن عاصروا الأحداث، وبعضهم يتحدث عن نفسه بأنه صنع كذا وكذا، وكان ممن لهم دور في صناعة القرار، ومرات عديدة يجد القارئ الكثير من الكتابات التي يزعم فيها أصحابها أنهم أصحاب بطولات في الأحداث، أو أنهم يملكون المعلومات الصحيحة في ما مضى من الأحداث، ومن خلال هذا الطرح تحدث الكثير من الخلافات الفكرية والتاريخية مما يعرف بالمعارك الأدبية، ويستطيع القارئ النابه المتمكن أن يكتشف الزيف مما يُكتب.

يجب على الكاتب أن يتحرى المصداقية والدقة والأمانة في ما يكتب من آراء وتحليلات ومعلومات، لأنها ستسجل عليه طال الزمان أو قصر، وسيسأل عنها في يوم من الأيام.


أمر آخر؛ حين يتصدى لمهنة الحرف من لا يجيدها ترى العجب العجاب من ركاكة في الأسلوب، وأخطاء في الإملاء، وقواعد اللغة العربية، وكأنه ما زال طالباً على مقاعد الدراسة، ولم يتمكن من الحرف والكلمة والمعلومة وإنما هو نتاج ظروف معينة جعلت منه كاتباً لا يشار له بالبنان، وإنما يشار له بالامتعاض.