-A +A
مازن بن عبدالله الشاعر Mazenalshaer95@
حين نستقبل ضيفاً ثقيل الظل نرجو عاجلاً رحيله، فإذا طالت الزيارة شهوراً طويلة يصبح جزءاً من حياتنا اليومية، ونسعى لجني الفوائد من وجوده بيننا، ويبقى رجاء رحيله بالقلب حاضراً، لأن القلب يضيق بوجوده، والروح لا تأنس ببقائه، وعندما يقترب الرحيل تصيب القلب السعادة، وتقبل الطمأنينة والبهجة، فطول ضيافته هدرٌ للمال والوقت.

ولما وصل «كورونا» للوطن كان ضيفاً ثقيلاً لم تطقه القلوب، ولم تأنس له الأرواح، فكان في حضوره خسائر في الأموال والأنفس، ولم يدخل بيتاً إلا وترك فيه ذكريات سلبية، سبقتها المخاوف وخالطها الألم، لكننا تعلمنا منه الصبر، وزاد إيماننا أن الأقدار بيد العظيم الجبار، وأن عظيم الهمة لا يرى في دربه إلا القمة، وأن تجانس ألوان الصخور هو من يعطي للجبال جمالها وهيبتها.


في هذه الأيام نستبشر بقرب الرحيل لهذه الجائحة، وهو أمرٌ نبنيه على حسن الظن بالله، وأنه قد سخر لنا من قام على رعايتنا وحمايتنا وبذل الغالي والنفيس لإتمام ذلك على أكمل وجه، من خلال الخطط والجهود المستمرة من كافة الجهات المعنية، والمتابعة الدائمة، وتوفير كل ما يلزم من اللقاحات ووسائل الوقاية والعلاج، والتفاعل مع المستجدات، فالشكر للعلي القدير دائماً وأبداً لما تفضل به علينا من عظيم النعم، ومن بعده الشكر موصول لمن سخرهم الله سبحانه لنا، ابتداء من خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز وولي عهده الأمين، ثم الجهات والأفراد القائمين على رعايتنا وحمايتنا منذ وصول الجائحة إلى رحيلها.

هذا الضيفُ الثقيل الذي يحزم أمتعته للرحيل، يطوي مع رحيله صفحة من الدهر كانت عامرة بالأحداث، وسببت تغيرات في حياة الأفراد ومنهج الدول والمنظمات.