-A +A
حامد بن جابر السلمي مدير عام التعليم بمنطقة مكة سابقاً
يوم مجيد كتب الله فيه حياة شعب، وكيان وطن، وميلاد دولة سعودية، وحدّت كيان الشعب بعد تفرقة، ولمّت شتاته بعد تمزقه، وأعادت له قوته بعد ضعفه، وأصلحت أحواله الدينية بعد فسادها، وقوّمت اعوجاجها بعد انحرافها، وحقنت الدماء بعد إراقتها، واهتمت بأحوال الأرض والسكان بعد إهمالها، وأعادت لها الحياة بعد أن كادت تلفظ أنفاسها، وحفظت لها المكانة اللائقة بعد أن فقدتها بانتهاء الخلافة الراشدة.

تحولت الصحراء إلى مدن، والفرقة إلى وحدة، والضعف إلى قوة، والمرض إلى صحة، والقبيلة إلى دولة، والشرك إلى توحيد، فأصبح لا يُعبد إلا الله العلي القدير.


إنها الدولة السعودية بمراحلها الثلاث، فمن ذلك الحين أخذ ملوكها وأمراؤها على عواتقهم خدمة المكان والسكان، حتى عمّ الرخاء أرجاءها، وساد الأمن والأمان حواضرها وربوعها وأريافها، وأضحت تحتل مكانة سامية بين دول العالم في كل المجالات: اقتصاديا وعلمياً، وسياسياً وعسكرياً وتقنياً.

فالمتأمل في أحوال جزيرة العرب من بعد الخلافة الراشدة إلى ميلاد الدولة السعودية الأولى، يجد أنها لم تحظَ باهتمام وعناية يتناسبان مع مكانتها الدينية، وسابقية أهلها في الإسلام، حتى منحها الله هذه القيادة الحكيمة، فتأملوا كيف كنا وكيف أصبحنا؟

فلنحمد الله، ونتخذ من هذا اليوم فرصة للتأمل والعمل الجاد، والإخلاص في القول والعمل، والالتفاف حول قيادتنا، والتنبه لمكر أعدائنا.