-A +A
فوزية آل غاصب القحطاني كاتبة وباحثة سعودية
قبل ثلاثة قرون انطلق قبس من نور ليضيء جزيرة العرب على يد الإمام محمد بن سعود، رحمه الله، ليعلن عن انطلاق سفر من التأريخ محمل بالمجد والبطولات والملاحم التي أرست دعائم الدولة السعودية الأولى.

في ذلك اليوم الخالد تأسس عمق تاريخي وقيم وطنية جامعة انبلج منها فجر للمجد وفخر للحاضر.. ارتسمت في ذلك التاريخ لأول مرة طموحات شعب لتأسيس ركائز دولة وسط خضم من التحديات والمخاطر الداخلية والخارجية، لتبدأ رحلة طويلة من تاريخ مضيء يضع اللبنات الأولى، ترسيخاً لمفهوم الدولة وسط صراعات محلية وأطماع أجنبية.


الاحتفال بيوم التأسيس له دلالات ومضامين عديدة؛ أبرزها: أن الشعوب والأمم الحية تختزن محطات مهمة في ذاكرتها، لتنعش الأجيال والوطن بإشعاع الافتخار والعز واستذكار بطولات رجال أفذاذ كان لهم المرتبة العالية في التأريخ عندما أدركوا أن الدولة هي سياج الكرامة وحياة الانسان وهي حاضنة البناء والعمران.

واليوم ونحن في مملكتنا الغالية نحتفل بهذا اليوم المجيد، فهو مبعث لمزيد من التلاحم بين الشعب والقيادة، لنكتب على ثرى هذه الأرض المباركة قصة مملكة عظيمة تسورت بالكتاب والسّنة، وأعلت كلمة التوحيد، لتظل رأيتها خفاقة بالعز والانتصار على الأعداء.

إنه يوم نقف به جميعاً لتأكيد قيم المواطنة والوفاء والتضامن والعمل والمثابرة لإنجاز أهداف رؤية ولي العهد الأمير الشاب «محمد بن سلمان» لإرساء وتدعيم النهضة الشاملة في كل جوانب الحياة.