إن لم تكُنْ أنتَ فلن تكون شيئًا آخر. كُنْ أنتَ بِقِيَمِك، بثقافتك، بلغتك، لا خيار أمامك إلَّا أن تكون أنت. لم يكن الآخرُ راضيا عنك عندما كنتَ قويّاً؛ فكيف يتقبلك وأنت بلا هوية؛ وأنت ضعيف؛ وأنت لست أنتَ. من يتخلى عن هُوِيَّته بهذه السهولة يكون كمن يتخلى عن كرامته وعفته وهيبته. ضعفٌ وخذلانٌ، انتحارٌ فكري وثقافي لصالح ذلك الآخر، يا لسعادته وهو يراك مسخاً مثيراً للسخرية تستجدي هُوِيَّةً أُخرى غير هويتك، لا تعبث بهُوِيَّتِكَ لصالح الآخر فيحتقرك ويحتفل بسَحْقِك لذاتك وكرامتك.
أنت سعوديٌّ عربيٌّ مسلم، هذا هو أنت شِئتَ أم أبيت. مهما حاولت تَقَمُّصَ شخصية (الخواجا) فلن تكون سوى مسخرة وهُزؤا. عيناك ليستا زرقاوين، وبشرتك ليست بيضاء بلون مسحوق النشا، وشعرك ليس أصفرَ أو ذهبيّاً. البيت الذي يحتضنك لا تحيط به الثلوج. وإن كانت هذه خصائص تصنيفية وليست تمييزية، ومع ذلك فأنت غير، نعم أنت غير. لك قيمك وثقافتك وخصائصك.
من مظاهر ذلك التِّيه الفكري والثقافي؛ التعاملُ باللغة الأجنبية دون مبرر أو حاجة لها. فمثلا لتوضيح فكرة ما نستعينُ بمَثَلٍ من اللغة الإنجليزية أو حتى بعبارةٍ باللغة الإنجليزية وكأنَّ السامع أو المتلقي لن يستطيعَ فهمَ شيءٍ إلَّا باستخدام اللغة الإنجليزية. بينما في الحقيقة لم يكن الأمر كذلك؛ بَلْ من باب التباهي والتعالي، أو أنَّ المتحدثَ من عِظَمِ ثقافته باللغة الإنجليزية نَسِيَ لغتَه الأصلية. وفي جميع الأحوال فالأمر لا يعدو كونه نوعا من الإحساس الدفين بالدونيةِ واحتقارِ الذات.
لغتنا شَهِدَ لها غيرنا بالجودة والرقي والثراء والجمال وأنت تخجل من التحدث بها! يا للمفارقة العجيبة!
هذه واحدة فقط من مفردات تلك الظاهرة الاجتماعية الشاذة، وإلا هناك الكثير من السلوكيات الهادمة للذات والكرامة، لعلنا نتطرق إليها في مرات قادمة.
أنت سعوديٌّ عربيٌّ مسلم، هذا هو أنت شِئتَ أم أبيت. مهما حاولت تَقَمُّصَ شخصية (الخواجا) فلن تكون سوى مسخرة وهُزؤا. عيناك ليستا زرقاوين، وبشرتك ليست بيضاء بلون مسحوق النشا، وشعرك ليس أصفرَ أو ذهبيّاً. البيت الذي يحتضنك لا تحيط به الثلوج. وإن كانت هذه خصائص تصنيفية وليست تمييزية، ومع ذلك فأنت غير، نعم أنت غير. لك قيمك وثقافتك وخصائصك.
من مظاهر ذلك التِّيه الفكري والثقافي؛ التعاملُ باللغة الأجنبية دون مبرر أو حاجة لها. فمثلا لتوضيح فكرة ما نستعينُ بمَثَلٍ من اللغة الإنجليزية أو حتى بعبارةٍ باللغة الإنجليزية وكأنَّ السامع أو المتلقي لن يستطيعَ فهمَ شيءٍ إلَّا باستخدام اللغة الإنجليزية. بينما في الحقيقة لم يكن الأمر كذلك؛ بَلْ من باب التباهي والتعالي، أو أنَّ المتحدثَ من عِظَمِ ثقافته باللغة الإنجليزية نَسِيَ لغتَه الأصلية. وفي جميع الأحوال فالأمر لا يعدو كونه نوعا من الإحساس الدفين بالدونيةِ واحتقارِ الذات.
لغتنا شَهِدَ لها غيرنا بالجودة والرقي والثراء والجمال وأنت تخجل من التحدث بها! يا للمفارقة العجيبة!
هذه واحدة فقط من مفردات تلك الظاهرة الاجتماعية الشاذة، وإلا هناك الكثير من السلوكيات الهادمة للذات والكرامة، لعلنا نتطرق إليها في مرات قادمة.