يصادف يوم (7 يونيو 2022) الاحتفال باليوم العالمي لسلامة الغذاء والذي تحتفل فيه الدول، المنظمات، الأفراد، والمجتمع لإبراز دور وأهمية سلامة الغذاء ورفع مستوى الوعي لدى الجميع لضمان توفر أغذية آمنة وصحية. شعار هذا العام هو «أغذية أكثر أماناً.. لصحة أفضل» والذي يسلط الضوء على مخاطر الأمراض المنقولة بالغذاء وأهمية الكشف عنها وإدارتها لتحسين صحة وسلامة الإنسان.
يُعد تأثير الأمراض المنقولة بالغذاء عبئاً على الأنظمة الصحية والاقتصادية للدول، حيث تشير الدراسات والإحصاءات إلى أن أكثر من 600 مليون شخص يُصاب سنوياً نتيجة تناول غذاء غير سليم والذي بدوره ينعكس على الاقتصاد، حيث تبلغ التكلفة الاقتصادية نحو 95 مليار دولار في السنة لدى الدول النامية، لذا فإن الغذاء الآمن والصحي مفيد للاقتصاد والاستدامة الغذائية، إذ يساهم في زيادة الإنتاجية من خلال حركة الاستيراد والتصدير بين الدول، وكذلك من خلال خفض عبء الأمراض المنقولة بالغذاء.
يشير مؤشر منظمة الأغذية والزراعة «الفاو» إلى ارتفاع في قيم السلع الغذائية الرئيسية التي يقيسها المؤشر، وتشمل: (الزيوت النباتية، الحبوب، منتجات الألبان، اللحوم، والسكر). على سبيل المثال، بلغ مؤشر الحبوب في أبريل لعام 2022 إلى 169.5 نقطة كأعلى قيمة للمؤشر منذ عام 1990، مما يدل على أن تداعيات جائحة كورونا مازالت تلقي بظلالها على سلاسل الإمدادات الغذائية واللوجستية، بالإضافة إلى الظروف الجيوسياسة التي يمر بها العالم حالياً، مما جعل بعض الدول المصدرة تقوم باتخاذ إجراءات أكثر صرامة حيال تصدير السلع الغذائية.
المفهوم الحديث لسلامة الغذاء ممتد ليغطي جوانب عديدة من ضمنها الأسطح الملامسة للغذاء. أشارت دراسة نُشرت أخيرا لفريق من الباحثين قاموا بمراجعة لأكثر من 1200 دراسة لرصد وقياس المواد الكيميائية في الأسطح الملامسة للغذاء، بوجود أكثر من 3000 مادة كيميائية في الأسطح الملامسة للغذاء (65% منها لأول مرة يتم اكتشافه). هذا التقدم في الصناعة بحاجة لمواكبة سريعة وعاجلة من قبل الجهات الأكاديمية ومراكز الأبحاث لدعم الجهات التشريعية بالآراء العلمية اللازمة حول مأمونية وسلامة تلك المركبات والمساهمة في إعداد التشريعات والأنظمة اللازمة.
ختاماً، لنتذكر دوماً بأن سلامة الغذاء مسؤولية الجميع وأنه فقط عندما يكون الغذاء سليم وآمن بإمكاننا الاستفادة من قيمته الغذائية والصحية. ينبغي علينا لزاماً (حكومات، منظمات، أفراد، ومجتمع) العمل على توفير بيئة مناسبة من خلال خلق أنظمة وتشريعات ملائمة، وكذلك رفع مستوى الوعي والإدارك لدى الجميع للحصول على غذاء آمن وصحي ومستدام.
د. راشد بن عبدالرحمن العرفج
دكتوراه في تكنولوجيا وعلوم الأغذية