خالد
أتيت لهذه الفانية ورحلت دون أن نعيش معاً طويلا.. ظهرت وكبرت في مكة، ميلاد الرسالة.. ومهبط الوحي.. وكبرت معك أحلامك.. ووجدت أن الصحافة بحر لجي.. من فوقه أمواج متلاطمة... تحركها عواصف متداخلة.. تترجم آمال الشعوب.. وترسم لوحة الأفق.. وتضيء الليل إذا عسعس... والصبح إذا تنفس..
وفي هذا المحيط الإعلامي.. وأنت القبطان لسفينة أفكارك ومداد يراعك... تحمل لقرائك الكثير المثير.. المفيد الممتع.. وتسعدهم بصدق الكلمة وقوة المعنى.. سمعت من أقرانك الصحافيين أنك كنت تسافر بنفسك إلى موقع الحدث.. لم ترعبك الصواعق ولم ترهبك النوازل..
أتيت لهذا الكون واختفيت قبل أن اسمعك كثيراً تناديني «خالي» بابتسامة المحب لأسرته الكبيرة مثل حبه لأسرته الصغيرة الغالية في قلبه خلود وشقيقها طه وذريته الفاضلة.. وما أجمل الوصف بوقار الابن للخال..
كنت يا ابني خالد في مركز القيادة بعد وفاة والدكم طه.. وأدرت المرحلة بحكمة الكبار.. وكنت ثابتا صلبا بغياب شقيقتكم ماريا.. وكنت أكثر جلدا.. صابرا محتسباً حين أتى اليقين لابنك منصور وهو في ريعان شبابه وقد صقلتك الأيام.. وبالأمس القريب اختارك المولى لتلحق بهما.. في رياض الصالحين بإذن الله..
وكلنا في نفس الطريق با ابن اختي..
رزق الله الثبات لخالك ولإخوتك عمر ونبيل وياسين ومحمد والجوهرة وأختهم منال وجميع أهلك وأصدقائك ومحبيك..
وإلى جنة الخلد يا أبا منصور
- خالك: د. طه ياسين طه