إمكانية أن نكون وأن نقوم بأداء أفضل -كأشخاص وكمؤسسات وكصناعات- هذا بعينه هو المبدأ الأساسي للابتكار. الحدّ من الضرر فهو نهج موجود منذ قرون، وفي الواقع، كان مصدر إلهام لقدر كبير من الابتكار الذي دفعنا للتطور وحسّن ظروف السلامة والمعيشة لعدد لا يحصى من الأشخاص على مرّ السنين.
وبعبارة أخرى، الابتكار والحد من الضرر يسيران جنباً إلى جنب. فالتقدم في العلوم والتكنولوجيا - المدفوع غالباً من قبل الشركات المصنّعة - يجعل الحد من الضرر ممكناً من خلال خلق المزيد من الخيارات للأشخاص لجعل حياتهم أفضل. والواقع أنه في كثير من الحالات، أصبحت هذه الخيارات راسخة في حياتنا اليومية لدرجة أننا قد لا نلاحظها بعد الآن.
دعونا نلقي نظرة على ابتكار أصبح معياراً في معظم أنحاء العالم لدرجة أننا نعتبره وسيلة راحة عصرية حيوية: الثلاجة. على الرغم من أن معظمنا يستخدمها يومياً، فقد لا نفكر أن هذا الابتكار كان له تأثير كبير على الصحة العامة. بالطبع، تُوفّر لنا الثلّاجة إمكانية الحصول على الأطعمة الطازجة على مدار العام، إضافة إلى أنها تبطئ أيضا من نمو البكتيريا التي يمكن أن تسبب أمراضاً معوية لا تزال تعاني منها المناطق الأقل نمواً حيث لا يتوفر التبريد.
هناك ابتكار آخر قد نأخذه كأمر مسلّم به وهو حزام الأمان. عندما تم تقديم هذا المنتج المتواضع في أواخر القرن التاسع عشر، كان على شكل أحزمة تثبيت بسيطة لتأمين الطيارين على الطائرات الشراعية. ولكن بعد ذلك طور المهندس نيلز بوهلين هذا التصميم الأساسي وابتكر حزام الأمان ثلاثي النقاط من النوع «V» وتم سن التشريعات في العديد من البلدان عندما أظهر اختبار السلامة -الذي بدأ في صناعة السيارات نفسها- فوائد تلك المنتجات المبتكرة التي تنقذ الحياة. وبالتالي إن أحزمة الأمان ليست فقط شائعة الاستخدام من قبل المستهلكين (وغالباً ما تكون مطلوبة قانونياً)، ولكنها أيضاً ميزة أساسية في كل وسيلة نقل ميكانيكية تقريباً. إذن هل يمكنك أن تفكر متى استقليّت سيارة أو طائرة دون الحاجة لربط الحزام؟
هناك أمثلة عديدة للحلول المبتكرة التي تقودها الصناعة؛ وربما هناك الكثير من الأمثلة التي مرّت في حياتنا. ولكن عندما تأتي هذه الحلول من داخل الصناعات المتأثرة نفسها، فليس غريباً أن تشهد تلك الحلول الشكوك والتصدي، خصوصا في بداياتها.
في الواقع، نرى منطقة الشرق الأوسط تخطو خطوات كبيرة لضمان مستقبل مستدام. على سبيل المثال، تعتبر الاستدامة جزءاً أساسياً من رؤية السعودية 2030، كما أسست دولة الإمارات العربية المتحدة وزارة التغيّر المناخي والبيئة. وبالتالي لا يمكن التأكيد بما يكفي على أهمية دور الحكومات والتشريعات التي تشجع الحلول المبتكرة كونها جزءا ضروريا من تلك الحلول.
قوبلت جهود شركة فيليب موريس انترناشونال لتحقيق تأثير إيجابي غير مسبوق على الصحة العامة من خلال تطوير وتسويق منتجات مبتكرة تكنولوجياً، والتي تعد خياراً أفضل بكثير من الاستمرار في التدخين، بالتشكيك في كل منعطف تقريباً.
كل ما يمكننا فعله لمواجهة هذا التشكيك هو مشاركة علمنا وأهدافنا وتقدمنا بشفافية. لقد فعلنا ذلك وسنواصل القيام بذلك من خلال موقعنا على الإنترنت، وتقريرنا السنوي المتكامل، والمشاركة الإعلامية، والفعاليات العلمية المفتوحة، على سبيل المثال.
في هذا السياق، مع توافق أكثر الأطراف المعنية على الهدف المشترك المتمثل في وضع حد للسجائر، لا يوجد سبب يمنعنا من جعل مدخني اليوم الجيل الأخير الذي يستخدم السجائر. إنها ليست تمنيات لأن تحويل الابتكار العلمي إلى إنجاز عالمي في مجال الصحة العامة هو في متناول أيدينا.
يتقدم الابتكار والعلوم والتكنولوجيا بشكل أسرع من أي وقت مضى، مما يسمح لنا بتصميم وتقييم وإطلاق وصقل المنتجات التي تلبي رغبات أكبر مجموعة ممكنة من البالغين الذين سيستمرون في التدخين.
ومع ذلك، فإن الحد من أضرار التبغ هو مجرد بداية رحلة فيليب موريس انترناشونال المدفوعة بالعلم والتكنولوجيا نحو الأفضل. لقد عملنا على مر السنين على تطوير وإثبات بدائل أفضل للتدخين المستمر -وأثناء ذلك عملنا على توسيع خبراتنا العلمية والتكنولوجية ورأسمالنا الفكري، واضعين أنفسنا على مسار المضي قدماً. ونحن اليوم رواد بلا منازع في الابتكارات الخالية من الدخان لفئات متعددة ولكن هناك المزيد للقيام به.
لن يرضينا بعد الآن مجرد تحقيق أهداف تتمحور حول تقليل الضرر. نحن نسعى جاهدين لنصبح شركة لها تأثير إيجابي صاف على المجتمع. كيف سيبدو ذلك؟ تعمل شركة فيليب موريس انترناشونال حالياً على تعزيز وتطوير هدفها على المدى الطويل، لتصبح شركة تعنى بشكل أوسع بنمط حياة وعافية المستهلك، وشركة تعنى بمجال الرعاية الصحية. ترتكز طموحاتنا على مجالين رئيسيين للنمو:
1- منتجات خاصة بالعناية الشخصية حيث نهدف إلى تطوير منتجات وحلول مبنية على العلوم لصحة المستهلك والتي تتناول مجالات مفيدة مثل الطاقة والنوم والسكون والتركيز، وتطبيق خبرتنا في المنتجات الشفوية والاستنشاق والتكنولوجيا.
2- منتجات الرعاية الصحية حيث خصصت شركة فيليب موريس انترناشونال بالفعل موارد لتطوير منتجات لا تستلزم وصفة طبية وأخرى بحاجة لوصفة طبية بما في ذلك العلاجات المستنشقة لتلبية احتياجات المرضى غير الملبّاة.
نطمح بحلول عام 2025 بأن تشكل المنتجات الخالية من الدخان أكثر من 50% من إجمالي صافي الإيرادات. أهدافنا طموحة، ونحن على الطريق الصحيح لتحقيق هذه الأهداف. ومن خلال التطلع إلى أبعد من محفظة منتجاتنا الحالية، يمكننا تحقيق تحول تجاري لا مثيل له -والمساهمة في مستقبل أفضل وأكثر استدامة للمجتمع بأسره.
* نائب الرئيس الإقليمي لمنطقة الشرق الأوسط، شركة فيليب موريس للخدمات الإدارية (الشرق الأوسط) المحدودة.