-A +A
ثريا يحيى دهلوي
عندما يجتمع الصوت والأرض مع الحب والسلام.. مع الاستقرار والمكان.. مع الزمان، عندها تكتمل اللوحة بكل تفاصيلها وألوانها.. عندما تتسلل الذكرى مع الزمن والمكان والطفولة مع الشباب.. كلها اجتمعت ليلة تكريم صوت الأرض طلال مداح، الصوت الذي أيقظ في روحي أشياء مختزنة في الذاكرة، تلك السنوات التي مرت في سن الطفولة «وردك يا زارع الورد»، و«كم تذكرتك سويعات الأصيل» و«ترحل»، وكثير جداً من تلك الألحان ألهبت الوجدان وسرت في روحي ذكريات متأصلة، وفي قلبي الهيمان حب ووجدان.

عشت لحظات ليلة تكريم صوت الأرض بسعادة ونشوة ممزوجة بحنين وألم وشوق تسللت إلى وريدي، أعادت تدفق الدم إلى جسدي من جديد مع تلك الألحان الجميلة العذبة في ذلك المكان الذي نشأت فيه، ها هو التاريخ يعيد نفسه، زمن يعود من جديد بذكرياته الجميلة.


في تلك الليلة كان طلال موجوداً بصوته العذب وحب الناس له (الصوت والأرض معاً).. صوت موجود في قلوب الناس بمحبتهم له، لأنه الإنسان ذو السجايا الحميدة والمكانة الرفيعة.. ها هو اسمه يلمع في «عطني المحبة»، الذي جمع الفنانين بالمحبة في سماء العاصمة الرياض.. صوت فوق الخيال.. صوت محال، عذوبة وجمال.

ذكريات عادت إلينا وعاد التاريخ من جديد، ولكن بزمن آخر، الكل عاد إلى الوراء بتلك الذاكرة المختزنة لإعادة مجد العندليب طلال، ما أحلى الرجوع إليه، إلى زمن مضى بحلوه ومره.. ليلة من أحلى الليالي اللامعة بوجود أكثر الفنانين.. كان الليل يهمس بأنين العاشقين والمحبين وحنين الفاقدين.. ليل مزقت راحتاه صوت الشجن، وعلا صوت الليل مع صوت الأرض، وصوت المحبين الذي يغمره الحب والشوق وتغتاله الذكرى الجميلة.. فما أحلاها من ليلة تغنى بها الشعراء والمثقفون كل بطريقته الخاصة.