-A +A
إياد مشاط MashatEyad@
حين أُطلقت احتفالية «يوم التأسيس» العام الماضي بشعار «يوم بدينا»؛ كانت هناك رؤية ثاقبة لدى القيادة بأهمية تعزيز الانتماء الوطني داخل أبناء الجيل الجديد، وربطهم بتاريخهم الحافل بالبطولات، من خلال يوم يستذكرون فيه تضحيات الأجداد، ويتعرفون فيه على قصص خالدة تضيء الطريق أمامهم، وتدفعهم إلى مواجهة كل التحديات والصعاب بعزيمة وإرادة صلبة.

قبل 49 عاماً من تأسيس الولايات المتحدة الأمريكية في فيلادلفيا بقيادة الجنرال جورج واشنطن، بدأت اللبنة الأولى لتأسيس الدولة السعودية العظمي والحديثة في 22 فبراير 1727م (1139هـ)، مع تولي الإمام محمد بن سعود حكم الدرعية، انطلاقة عهد زاهر عرفت خلالها المملكة العربية السعودية إنجازات غير مسبوقة، وتنمية شاملة وصلت إلى كل جزء في هذا الوطن الحبيب، على مدار ثلاثة عقود زمنية، استندت خلالها على القيم والمبادئ وشيم الكرم والأصالة والوفاء، بدأت بكفاح وتضحيات، واستمرت حتى عصرنا تعمد على الإرادة القوية والعزيمة الصلدة والطموح الكبير الذي لا يعرف مستحيل.


إنه يوم فارق في حياة السعوديين، يستحق أن نحتفل به في المدارس والجامعات والشوارع والأسواق والمسارح والمجالس وكل مكان من بلادنا، لاستلهام الحاضر والتقدم نحو المستقبل، علينا أن نفخر بهذا اليوم الذي تأسست فيه الدولة السعودية الأولى، وصمم أبطالها ورجالها الأوائل على البقاء والعودة بقوة رغم كل العواصف والتحديات التي واجهتهم.

وإذا كان أجدادنا خاضوا معارك ضارية من أجل ترسيخ أركان الدولة، فإن قيادتنا الشامخة الأبية بقيادة خادم الحرمين الشريفين وولي عهده الأمين -حفظهما الله، تخوض مسيرة التنمية بقوة وعزيمة، وصنعت مجداً تليداً ستتحدث عنه الأجيال المقبلة قروناً طويلة، بعدما شيدت المدن العالمية والمشاريع العملاقة التي حولت المملكة لمنطقة جذب عالمية، ومركز محوري للحضارة والتنمية في منطقة الشرق الأوسط.