-A +A
خالد بن هزاع الشريف khalid98alshrif@
•• حين قيل عنها: إنها اللغة الصامتة الناطقة؛ لعلاجها المجاني لكل شيء، والمفتاح السري لكسب القلوب.. تلك هي «الابتسامة» بجلال قدرها وعِظَم قدرتها، وارتفاع فاعليتها وآفاق مفعولها.. إنها الآلية السريعة للتفاهم بين الناس باختلاف لغاتهم وألوانهم.. إنها التي قال عنها «ابن حبان»: «مكتوب في الحكمة يا بني؛ ليكن وجهك بسطاً، ولتكن كلمتك طيبة؛ تكن أحبّ إلى الناس من أن تعطيهم العطاء».

•• و«البشاشة» لغة: طلاقة الوجه، ومنه قيل: «رجل هش بش».. واصطلاحاً: طلاقة الوجه مع الفرح والتبسم وحسن الإقبال واللطف.. إذن؛ إن أردت الرونق والجمال، والراحة والسرور؛ اجعل قاموس حياتك الحديثين النبويين الشريفين: (تبسمك في وجه أخيك لك صدقة)، (ولو أن تلقى أخاك بوجه طلق).. ولذلك قال ابن بطال: «لقاء الناس بالتَّبسُّم وطلاقة الوجه من أخلاق النبوة، وهو مناف للتكبُّر وجالب للمودة».


•• وبما أن «التبسم» سنة نبوية لها آثار إيجابية على الفرد ومن حوله؛ يبقى السؤال: لماذا كان النبي صلى الله عليه وسلم كثير التبسم؟.. الجواب باختصار: لأن «الابتسامة» أحد مظاهر حسن الخُلُق، ومن أبواب الخير والصدقة، وإظهار للتفاؤل والبِشر والحب، وبث البهجة والسرور والطمأنينة والهدوء على الوجوه، وتخفيف هموم الناس وأحزانهم، وتنقية القلوب من الغل والحسد والحقد، وكسب مودة الناس ومحبتهم.

•• وثمة خمسة أنواع للابتسامة؛ أولها: «الساحرة»، وهي الصبوحة المُلهمة للآخرين، المليئة باللطف والود والتهذيب، الخارجة من معدن إنساني جميل.. والثانية: «الابتسامة الخجولة»: المحتشمة المرسومة على الشفاه فقط من باب التقدير أو زيادة التواصل مع الآخر.. الثالثة: «الابتسامة الصفراء»: التي تخرج من نفس مخاتلة ماكرة، تلك الابتسامة الخاوية الممسوخة المزيفة المصطنعة.. أما الاثنتان الباقيتان؛ فابتسامة النفاق والمكر، وابتسامة السخرية والاستهزاء والشماتة.