-A +A
خالد بن هزاع الشريف khalid98alshrif@
•• «العامل»: هو صاحب المجهود الجسدي أو الفكري أو الروحي.. و«العامل الفعَّال»: من له الفاعلية في حياته.. ومن عُرف بـ«الصلاح» فهو موسوم بالخير والاستقامة والسلامة من العيب، القائم بحق الله وعباده.. و«العمل الصالح» هو شعار ديننا الحنيف؛ كما جاءت به الآيات القرآنية المتعددة «من عمل صالحاً من ذكر أو أنثى وهو مؤمن فلنحيينه حياة طيبة ولنجزينهم أجرهم بأحسن ما كانوا يعملون».

•• وأيام العشر الأولى من ذي الحجة التي قال عنها رسولنا الكريم -صلى الله عليه وسلم-: «ما من أيام العمل الصالح فيها أحب إلى الله من هذه الأيام»؛ تحقق مراد «الفضيلة» من مصطلحي «العامل» و«الصلاح» المشتق منهما مفهوم «العمل الصالح».. ومن لديه المعرفة اليقينية بالعمل الصالح الذي هو الغاية من التوحيد الخالص لله تعالى؛ سيكون أمام خالقه متعهِّداً بإتقان أعماله التعبدية.


•• وقد ذكر ابن كثير في تفسير قوله تعالى (والفجر. وليالٍ عشر) عن ابن عباس قوله: «هي ليالي العشر الأولى من ذي الحجة».. ونقل البخاري في صحيحه بعرضه الآية «ويذكروا اسم الله في أيام معلومات» عن ابن عباس قوله في هذه الأيام أنها: أيام العشر.. وعن جابر بن عبدالله أن رسول الله -صلى عليه وسلم- قال: «أفضل أيام الدينا أيام العشر».

•• إذن؛ هذه العشر التي أقسم الله بها؛ امتنان من الغفور -سبحانه- على عباده ليضُاعِف فيها أجورهم، ويمنحهم جزيل الثواب كرماً ورحمة منه تعالى.. في هذه «العشر» يتضاعف الأجر ما لا يتضاعف في سائر الأيام؛ صلاةً وذِكراً وصياماً وصدقة وبِرّاً بالوالدين وصلةً للأرحام وإحساناً للخلق وحسناً للجوار وتسبيحاً وتهليلاً وتكبيراً.. بذلك نحقق مراده -تعالى- ومقاصد الشارع لتحقيق الغاية من «العمل الصالح».