-A +A
خالد بن هزاع الشريف khalid98alshrif@
•• ثمة مقاصد نبيلة للعبادات بأنواعها.. فمثلاً: عبادة الصوم؛ فرضاً كانت أم تطوعاً، ليس الغاية منها «التجويع»؛ إنما الإحساس بمعاناة ذوي الفاقة والبُؤْس.. وليس الغرض منها «الحرمان» من لذائذ المأكل المباح؛ إنما لمعرفة قيمة النِعَم المنزلة من الخالق -سبحانه- لتجنُّب الإسراف والبذخ.. إذن، فإن الصيام كأحد مقاصد الشريعة التربوية؛ لجام المتقين ارتقاءً لمسالك العبودية، بترك أحب الأشياء إلى العبد إرضاءً لربه.

•• ومن المقاصد الكبرى الجليلة السامية لعبادة «صيام التطوع»؛ أن رسولنا الكريم -صلى الله عليه وسلم-، كما جاء عن أنس رضي الله عنه، كان «يفطر من الشهر حتى نظن ألا يصوم منه، ويصوم حتى نظن ألا يفطر منه شيئاً».. وهناك مقصد صبيح لصيام التطوع؛ أنه يُجبِر النقص في «صيام الواجب».. أما المقصد الأعظم «وما يزال عبدي يتقرب إليَّ بالنوافل حتى أحبه».


•• وإذا حضر الكلام المختصر عن «صيام التطوع»؛ فإنه قسمين؛ «مطلق»: كصيام يوم وإفطار يوم، و«مقيَّد»: كصيام يوم عرفة وعاشوراء.. وهو أربعة أنواع: ما يتكرر بتكرر الأيام كصوم يوم وفطر يوم، ما يتكرر بتكرر الأسابيع كصوم يوم الاثنين، ما يتكرر بتكرر الشهور كصيام ثلاثة أيام من كل شهر، ما يتكرر بتكرر السنين كصيام عاشوراء ويوم عرفة وأيام ذي الحجة التسعة الأولى.

•• ونحن على مشارف «عاشوراء»، وهو اليوم الذي نجَّى الله -تعالى- فيه نبيه موسى -عليه السلام- وأتباعه من فرعون وجنوده؛ فإن صيامه يكفِّر ذنوب سنة ماضية، كما روى مسلم عن النبي -صلى الله عليه وسلم- قوله: «صيام يوم عرفة أحتسب على الله أن يكفِّر السنة التي قبله والسنة التي بعده، وصيام يوم عاشوراء أحتسب على الله أن يكفِّر السنة التي قبله».