الوطن نعمة كبرى من نعم الرحمن، لا تُتصور دونه حياة كريمة لأي إنسان، وأنت يا وطني غير الأوطان، على ثراك درج المصطفى، ومن أرضك شع نور الهدى، ليجلو دياجير الدجى، حتى بلغ أقصى المشارق والمغارب، فكنت مصدر السعادة لكل المخلوقات وما زلت.
إلا أنه بعد الصدر الأول من الإسلام، مد إليك الإهمال يده، وأرخى عليك الجهل شراعه، وضرب الفقر فيك أطنابه، وأسدل عليك التخلف أستاره، واتخذك المرض سكناً، والخوف مربعاً، حتى أصبحت نهباً بين القبائل، وقتلاً على موارد الماء، ومرابع الكلاء، وخيمت عليك ظلمة ردحاً من الزمن، حتى ظهر من بين ثناياها ابنك البار الفارس المغوار، الذي أحال -بتوفيق الله- ليلك إلى نهار، وظلمتك إلى أنوار، عبدالعزيز آل سعود -طيب الله ثراه- فألّف بين القلوب، ووحد الجهود، وجمع أهلك على كلمة التوحيد (لا إله إلا الله، محمد رسول الله) وجعلها شعاراً في علمك الأخضر الخفاق، فأزال عنك الذل، وأعز الكل، من بدوٍ وحضر، وأهل المدر والوبر، وتابعه أبناؤه البررة، حتى غدوتِ -بإذن الله سبحانه- لؤلؤة وضاءة، وجوهرة مصونة، تشع نوراً إلى أنحاء العالم، هداية ورحمة وسعادة، وعدلاً، بقيادة الملك سلمان -حفظه الله- وساعده الأيمن الأمير الشاب محمد بن سلمان -أعانه الله وسدده- فهيا بنا جميعاً، يداً بيد نزيد البناء بناء، والقوة قوة، واللُّحْمَة تماسكاً وصلابة، ولْنعمل بدأب، وننجز بإتقان، ونفكر بوعي، ونتعامل بحذق، ونتحدث بحكمة، لنصل بتوفيق الله إلى المركز الأول من الصف الأول، في ظل قيادة الملك سلمان، وولي عهده الهمام -حفظهما الله وسددهما- فإنه لا يصلح له غيرنا، إذا توكلنا على ربنا، وسلكنا مسلك نبينا (صلى الله عليه وسلم).
هذا، ونسأل الله العلي القدير أن يحقق أحلامنا، ويحفظ علينا ديننا وأمننا، وشعبنا، وولاة أمرنا إنه سميع مجيب.
* مدير عام التعليم بمنطقة مكة المكرمة سابقاً.