-A +A
د. رشيد بن حويل البيضاني كاتب سعودي RAlbaidhani@
قيل: «إن الحياة مثل التنس، فمن يقوم بضربات الإرسال أفضل نادراً ما يخسر»، قاله محاضر التنمية البشرية الأمريكي «زيج زيجلر».. وأقول: تمنحنا تجارب الحياة وحِكمها توازناً لحل مشاكلنا وعقباتنا، والقوة في تحويل الفشل إلى نقطة وصول للهدف الأسمى في الحياة.. إذن؛ ما طرق صناعة الشخصية الإيجابية للتعامل مع معطيات الحياة ومتطلباتها؟ وكيف يمكن اكتساب الخِبرة والحِكمة من التجارب الحياتية اليومية؟.

•• •• ••


حين تصبح الحياة بلا قيمة، ويطغى ابتئاس الخُلُو من التجارب؛ ندخل سجن العالم المادي، ونفقد متعة الاستناد على حائط الأمل.. وعندما تصبح الكلمات فقيرة في وصف أسرار ألم نفسي مُتعسِّف؛ نصاب بعقاب قاسٍ داخل الذات يلامس قلباً شارداً من الزمان.. أما من يقتنص متعة الوقوف وسط حقل من التجارب الحياتية؛ فسوف يغتسل بدفء شمس تبقيه على لذة تعج بهرمونات السعادة.

•• •• ••

بين من علمته تجارب الحياة حلاوتها ومرارتها، ومن يعزف سيمفونية الآمال بأوتار الآلام؛ معيشة طير بريء يغدو خماصاً ويعود بطاناً.. وبين غرق في طين البؤس والأحلام الميتة، وحديث بحروف عالم آخر ليس عالمنا؛ وقوف على حافة جرف هار فانهار به.. وبين غوص في تلال رمال الكدر والتبرم، وعج بشقاء أسود؛ يعرج القلب ويتوقف فيه كل شيء، فتعدد العِلل والوجع واحد.

•• •• ••

في اتقان لغة ينبوع التجارب عند يباس الأرواح وبؤس الأعمار؛ يتدفق سلسبيل العطاء الإنساني كماء زلال لا يتآمر على القحط.. ومن يحرك من تحته نخوة الأرض المثمرة بمِراسه الأخاذ وأريجه المدهش؛ فهو ثروة لا يستمتع بها وحده بل يشاركه الآخرون.. وأولئك الذين يفتحون أمام الناس أبواب الحياة بضربة مجداف؛ ينتزعون مشاعر الفرح ويحوِّلونها إلى ضوء متوهج كشروق صباح شتوي باتع.