الوفاء خلق الكرماء، وطبع العظماء، وروح الأصفياء، وطريق الأنقياء. الوفاء خلة سامية، وخصلة راقية، جبلت عليها النفوس الشريفة، فما أجمله من شيمة، وما أكرمه من سجية، وما أعظمه من صفة.
ومن هذا الباب العظيم وصلتني - كما وصلت لغيري من رواد التربية والتعليم في بلادنا - رسالة وفاء مفعمة بالإشادة والعرفان من سعادة مدير عام التعليم بمحافظة جدة، هذا طرف منها:
«... لجهودكم المميزة التي بذلتموها، في بناء الإنسان الذي يحتاجه الوطن ويرغب فيه، وتنمية المكان الذي نطمح إليه، ولعطائكم الذي ساهم في تحقيق أهداف الرؤية وتطلعات وطن الخير والعطاء، سائلين الله لكم دوام العطاء لما فيه خدمة الوطن المعطاء.».
لقد أعادت لي هذه الرسالة ولزملائي الذاكرة التربوية العامرة بالوفاء، وأشعرتنا بأننا ما زلنا ملء البصر والبصيرة، وأننا محل التقدير والاحترام، كما أكدت لنا أن نسب التربية لا ينقطع، ورحم التعليم عامر بالوفاء والعرفان.
إنها بادرة غير مسبوقة من قيادة التعليم في محافظة جدة، ولفتة كريمة من أهل الوفاء للأوفياء، وصلة لنسباء التربية والتعليم، تزيد في العطاء، وتوثق روابط الأخوة، وجزاء للإحسان بالإحسان، إنها نظرة قائد تربوي مؤثر ومحنك، فجزاكِ الله خيراً ووفقكِ وسددكِ أختي منال والشكر موصول لكل قادة تعليم جدة على هذه اللفتة التربوية الوفية، ونحن إذ نشكركم نضع كل خبراتنا رهن إشارتكم عرفاناً منا بفضلكم، وإيماناً بأننا شركاء في المسؤولية، فقد قال صلى الله عليه وسلم: (لا يَشْكُرُ اللهَ مَن لا يَشْكُرُ الناسَ).