-A +A
عيد سمران المرامحي MaramhiEid@
فوضى إبداعية: الجدل ما زال مستمراً حول الفراشة التي يضرب بها المثل والتي تخفق بجناحيها في الصين فتحدث إعصاراً في كاليفورنيا.

بعد مرور عدة أسابيع من انطلاق الدراسة؛ كيف هي البداية للمشرف التربوي، المدير، المعلم، والطالب؟ هل تغير شيء عن السابق من الأعوام؟ هل سيكون هناك توجه جديد يدعو إلى التفكير والإبداع وبالتالي الاستمتاع بالدراسة والمدرسة؟ ما هي الحوافز والخطط والأفكار الموجهة للمدارس لإثارة دافعية الطلاب للتعلم والتعليم؟ هل سنرتقي من الإنسان الموظف الروتيني صاحب الحد الأدنى في عمله إلى الإنسان المهني المبدع المبادر في وظيفته؟ هل سيكتفي كل مسؤول - حسب التدرج - بمتابعة تنفيذ التعاميم؟ أم سيكون هذا المسؤول مفكراً ومحفزاً يقود منسوبي إدارته أو قسمه إلى الإبداع في العمل؟ هل سينتقل بهم من الوجود إلى الطموح إلى الإنجاز؟ كل العاملين لديهم طاقة كامنة هائلة بداخلهم ينتظرون المحفز بأي طريقة سواء كان بالتشجيع، أو بالثقة، أو بإعطاء المساحات – في حدود المسموح به – أو بتوزيع العمل والمهام، أو بأي طريقة مناسبة يراها المسؤول بحيث تكون مخرجاتها الإنتاجية الإيجابية، والأثر الدائم.


يتوجب على كل موظف (رئيس، مدير، مشرف تربوي، معلم، طالب) أن يكون لديه حافز ذاتي يراه من بعيد يدفعه إلى تحقيق النجاح والإبداع في عمله. فحين تغيب الحوافز تموت الدوافع وتبعث بحال التعليم إلى اليأس.

وهنا يأتي دور ما يُسمى بـ«القيادة الفائقة» – كما يطلق عليها التربويون - بدعم وتشجيع القيادة الذاتية للفرد الموظف، والتأثير عليها من خلال استخدام المسؤول لإستراتيجيات الحث الإيجابي للفرد وتحقيق الهدف من خلال إيمانه بقدرته.

ولنكن متفائلين دائمًا؛ لذا علينا أن نفهم ونتكيف مع ظروفنا المتغيرة، حتى يمكننا التقدم إلى الأمام؛ لأننا أمام رسالة ومهمة نواكب من خلالها تطلعات قيادتنا الحكيمة تحقيقاً لرؤية 2030.

يقول دوجلاس ميلر في كتابه (التوجه الذهني الإيجابي): إن العمل ليس مجرد شيء يحدث لنا نصبح بعدها قادرين على الهرب ومتابعة الحياة، إن عملنا هو جزء جوهري مما يشكل هويتنا. ليس مطلوباً من إدارة المدرسة – مثلاً - أن تنتظر تعاميم إدارة التعليم حتى تنطلق، وليس على المشرف التربوي أن ينتظر مهمة من إدارة الإشراف أو مكتب التعليم حتى يتألق، وليس على المعلم أن ينتظر برنامجاً تدريبياً من إدارة التدريب حتى يبدع، وليس على الطالب أن ينتظر دوراً كبيراً من المعلم حتى يتفوق، فإذا لم تؤمن بذاتك فلن يؤمن بك أحد. يقول روبرت هاف: «إن الجزء الوحيد الذي تستطيع التأكد من تحسينه في هذا العالم هو نفسك أنت».