-A +A
بقلم: هاني الشحيتان
في هذا اليوم تحل ذكرى رحيل إنسان ليس من السهل نسيانه. اليوم تمر سبع سنوات على وفاة صاحب السمو الملكي الأمير تركي بن عبدالعزيز آل سعود - رحمه الله وأسكنه فسيح جناته -

مثل هؤلاء الفرسان من الصعب أن تمحو ذكراهم السنين مهما كثرت، تجد أطيافهم في كل موقف نبيل، عندما تتحدث عن الوطن لا يمكن إلا أن تمر على اسم الأمير تركي بن عبدالعزيز -رحمه الله-، كواحد من فرسان الوطن وأحد أبناء الملك المؤسس طيب الله ثراه، عندما تتحدث عن الحكمة وبعد النظر والتواضع والكرم ستجد الأمير تركي وقد حضر اسمه مثل حضور شمس في منتصف نهار، تصعب اللغة وتتقزم الكلمات وهي تصف قامة وقيمة بحجمه، أجمع الكبير والصغير على محبته، لأنه ببساطة يحب الجميع ويقف على نفس المسافة مع الجميع حتى يشعر كل من يقابله بأنه في حضرة أحد من أهله لتواضعه وحسن خلقه رحمه الله.


ماذا عسانا أن نقول عن حزن فراقه أكثر مما قاله الأمير الشاعر بدر بن عبدالمحسن:

تركي.. رحل تركي وبانت عذاريب

وقتٍ مغطيته نوادر صفاتك

بعدك ليالي نجد سودٍ غرابيب

كن القمر والنجم طوي فـ عباتك

يزداد حزني وأنا أفتقد صديقا كان يحدثني عن مواقف ونبل سموه كلما التقينا كونه أحد جلسائه الذين بهروا في شخصيته رحمه الله ومواقفه العظيمة التي لا تعد ولا تحصى، كان الأخ والصديق عبدالله المرشد - رحمه الله - وأخي وزميلي ورفيق دربي العقيد سعود الدعجاني الذي كان الضابط المرافق لسموه، من الذين شهدوا الكثير من المواقف العظيمة والقصص النبيلة عن الأمير الراحل وبالذات محبته لفعل الخير والأخذ بيد الفقراء والمعوزين. كان الأمير تركي يحرص كل الحرص على أن تكون لوجه الله تعالى في السر. كان يحرص رحمه الله أن يطلب ممن يثق بهم أن يخبروه عن الفقراء المتعففين. كان أيضا يجل أهل العلم والمثقفين وله جلسة أسبوعية يلتقي بها المثقفين ولا يتوانى عن دعمهم وتشجيعهم، وحتى الرياضيين كان لهم نصيب من دعمه رحمه الله كونه يفرح ويبتهج في كل إنسان يمثل الوطن أو يفيد المجتمع..

قامة وطنية كبيرة، راجح العقل والفكر.

ودود غير متكلف، سمح المعشر، سمح الطباع، دائماً ما يتفقد معارفه وأصدقاءه بشكل غير منقطع، كما أنه مطلع على كل المستجدات الجارية، من واقع أنه يسأل على الدوام، ويسأل عن الأحوال العامة والخاصة، ولا يتردد في أن يبدي دعمه للأشخاص الذين يجد بهم نفعا للمجتمع.

ستظل سيرته ملهمة ونبراساً يضيء الطريق في سماء الوطن. سيرة تكتب بماء الذهب لما تحتويه من أعمال وطنية عظيمة خالدة في تاريخ المملكة، وإنسانية طاغية تمثلت في حبه لأعمال الخير والمسارعة إلى المشاركة فيها دون انقطاع حتى لحظة رحيله، التي أحزنت شقيقه قائد الأمة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز -حفظه الله- الذي ودعه بالدمع وداعاً مهيباً يوم وفاته في الثاني عشر من شهر نوفمبر عام 2016، ويوم تشييعه ولحظة الصلاة عليه في جامع الإمام تركي بن عبدالله بالرياض في اليوم التالي، وفي مراسم العزاء التي أقيمت للفقيد.

رحمك الله سمو الأمير

ذكراك تتجدد وكأنك لم تغب يوما

لأنك لن تغيب عن قلوب ملأتها بالمحبة والخير.