كلما أمعنت النظر في سياسة السعودية لإظهار قوتها أمام العالم، ستجد أنها سياسة تتبنى التواضع، وعدم الانخراط في فوضى الشعارات، وكذلك الهدوء الإستراتيجي المؤثر والوازن.
لكن حينما يحتاج العالم الإسلامي والعربي قوة السعودية، سترى كم أن هذا البلد يملك فائضا في القوة على كافة المستويات الاقتصادية والسياسية والعسكرية، وسترى السعودية تصول وتجول وتحشد العالم في الرياض، وسترى العالم يطير إلى الرياض ملبياً دعوات المملكة بامتنان وثقة في توجهاتها السياسية والإنسانية.
في العادة تستضيف البلدان الكبيرة قمماً صغيرة، تستهدف بها تحقيق أهداف خاصة، أجندات وطنية، لكن السعودية استثناء في عالم المكانة الدولية، إنها تحشد العالم الغربي، ليجلس على الطاولة مع العالم العربي، ثم تحشد أفريقيا لتجلس مع الخليج، وتدعو العالم الإسلامي وتضع مكانتها العالمية في خدمة قضايا العرب والمسلمين وحلحلة مشكلاتهم.
وحول القضية الفلسطينية التي لأجلها حشدت السعودية وصنعت هذا الموقف العالم الرافض لجرائم إسرائيل وحماية المدنيين، فإن السعودية لم تخرج عن قناعاتها السياسية الراسخة، دعم إنساني كبير بلا من أو أذى، وموقف ثابت بلا شعارات أو مزايدة، وتضامن بلا فوضى، وواقعية تنظر لجذور المشكلة وتستهدف حلها، وهي أوصاف كما أسلفنا يجعل العالم يثق في السعودية، ورؤيتها الإستراتيجية للمعالجات والحلول.
* صحفي يمني