حين خلق الله تعالى آدم عليه السلام، وبدأ يتعرف على الحياة، ويستشعر ما حوله، ويتذوق لذة طعامه وشرابه ومنامه، ويركض برجله في حقول خضراء؛ استوحش لشيء لم يفقه، لم يغن عنه ما كان فيه، فكان يلتمس في دعائه تلك الحاجة، فاستيقظ يوماً وإذا بحواء بجانبه، فكانت أنسيه وجليسه، ورفيقة درب طويل بحلوه ومره.
وقد كُتِب على ذريتهما جميعاً أن يذوقوا ذلك، فلا تعرف وأنت سعيد كأنما قد نبت على جانبيك ريش، وقلبك كأن أنْهُر العالم تجري به، وعيناك تلمع ببارق يلوح في مشرق روحك ومغربها، لا تعرفها في ذات وقت حين ينهش القلق من نفسك أطرافها ويعتلي صوت الحزن على نبرة صوتك فتهتز مشاعرك، وتضعف قدرتك ويظلم ما حولك فكأنما بت تبحث عن شمعة وأنت تتخبط في ليلة ظلماء.
فإن بقيت طويلاً في ذلك أصبحت كالأعمى، وإن تمكن منك ذلك الحزن والخوف أصبح مصاحباً لك كالمرض المزمن.. لا تعد بعده تستطعم شيئاً، ولا تفرح بشيء، ولا تصارع من أجل شيء.. إياك ورداء خلق مثقوب لا يغني عنك ساعة البرد.
تلك الشمس التي تشرق كل يوم هي وحي السماء الخفي لنرى كيف تعاش الأشياء، بل كيف تنزع نزعاً، كيف تؤخذ غلابا.. هذا العمر كالكنز الذي ورث لك، وأنت به على خيار أن تورثه لغيرك، فيبقى لك منه أسوأ ما فيه «محاسبته» أو أن تختار أن تملكه وتحياه وتحيا به.
وقد كُتِب على ذريتهما جميعاً أن يذوقوا ذلك، فلا تعرف وأنت سعيد كأنما قد نبت على جانبيك ريش، وقلبك كأن أنْهُر العالم تجري به، وعيناك تلمع ببارق يلوح في مشرق روحك ومغربها، لا تعرفها في ذات وقت حين ينهش القلق من نفسك أطرافها ويعتلي صوت الحزن على نبرة صوتك فتهتز مشاعرك، وتضعف قدرتك ويظلم ما حولك فكأنما بت تبحث عن شمعة وأنت تتخبط في ليلة ظلماء.
فإن بقيت طويلاً في ذلك أصبحت كالأعمى، وإن تمكن منك ذلك الحزن والخوف أصبح مصاحباً لك كالمرض المزمن.. لا تعد بعده تستطعم شيئاً، ولا تفرح بشيء، ولا تصارع من أجل شيء.. إياك ورداء خلق مثقوب لا يغني عنك ساعة البرد.
تلك الشمس التي تشرق كل يوم هي وحي السماء الخفي لنرى كيف تعاش الأشياء، بل كيف تنزع نزعاً، كيف تؤخذ غلابا.. هذا العمر كالكنز الذي ورث لك، وأنت به على خيار أن تورثه لغيرك، فيبقى لك منه أسوأ ما فيه «محاسبته» أو أن تختار أن تملكه وتحياه وتحيا به.