لم تكن ليلة الجمعة الماضية إلّا ليلةً من الليالي الخالدة، ليلةً عانق فيها الوفاءُ الإنجازَ وكتبه صفحةً زاهية في قلبِ التاريخ.. ليلةً من ليالي والدي الشيخ سعد بن عطية الطيار الذي كان ينتظرها، ويدعو إليها ويدعمها بقوة، لكن غيّبه المرض جسدًا، وما غابت روحه ومشاعره عن ذلك المحفل البهي لاسيما أن أبا ماجد يعتبر من صفوةِ الصفوة المقربين له.
إّنّ الكلماتِ التي توارت تلك الليلة أمامَ فخامةِ اسمِ شاعرِنا الأستاذ عبدالله بن عيضة البيضاني لم نكن في حاجتها، فلقد كان عندنا أفضل منها استطعنا أن ننسجَها حُللاً نهديها شاعرَ الجزالةِ رسائلَ تعبيرٍ صادقةً عمَا يَكْتَنُّ في القلوب من حبٍّ ومودةٍ وتقدير لـ«هريريِّ» المعانيَ التي اختارَ ألفاظَها ليس مما طُرِحَ على قارعة الطريق، بل من شجرةِ الألفاظِ الباسقة التي لا تصلُها إلا النُّدْرَةُ من أيدي أدباءِ الفصاحةِ والبلاغةِ والشعرِ..
لقد كانتِ الحجرةُ شاهدةً على انطلاقةِ شاعرِنَا من «المحطةِ الأصعبِ» نحو قمةِ الشعرِ الجنوبي التي هي في عُرف المتذوقين الحقيقيين لا تتسعُ للجميع، فكم من شاعرٍ وصَلَهَا بسرعةٍ وبالسرعةِ ذاتها هوى؛ لأنه كان يفتقدُ المقومات التي أبقت البيضاني متربعًا في عرشِها نحو نصف قرنٍ ولا يزال، وأجزم أن مقعدَهُ فيها -بعد ترجُّلِه- سيبقى شاغرًا جيلاً بعدَ جيلٍ، فمثلُ أبي ماجد يستحيلُ تعويضُهُ، أو على الأقلّ إذا كنا ممن يتشبثُ ببارقةِ الأملِ فسنقولُ يَصْعُبُ..!
لم يرتقِ شاعرُنا البيضاني القمة وحدة، بل ارتقى وفي يده بيرقُ أرثِ الجنوب وقيم قبائله عمومًا وقبيلة زهران خصوصًا، فبقي وفيًّا لها مدافعًا عنها بشعره وجاهه ومكانته..
مرَّ على الجنوب أدباءُ كُثُر، وشعراءُ أكثر، لكن البيضاني يختلفُ في حضورِهِ، في كاريزماه، في جزالةِ شعرِهِ، في رجاحةِ عقله وسرعةِ بديهتهِ التي بهما يستطيعُ الخروجَ من أحلكِ المواقف.. وحينما يأتي التكريم لشخصيةٍ بهذه المواصفات الإنسانية والإبداعية فإنما هو إعلاءٌ لقيمة شعر العَرْضَة الجنوبية، الذي هو أحد مكونات تراثنا الشعبي السعودي الحافل بالقيم والأهداف السامية..
ختامًا، نحمد الله على أن تلك الليلةَ كانت ليلةً فرائحيةً تكريميةً لمن يستحق، وما كانت وداعيةً، فأبوماجد لا يزالُ عِنْدَهُ ما يقولُهُ في تراثِنا الجنوبي من بديعِ الشعرِ جزالةً ومعنىً، وسنظلُّ متمسكينَ ببقائِهِ، مع تمنياتنا له بطول العمر وتحقيقِ المزيدِ من الإبداع والتألق..
* شيخ قبيلة الشغبان بزهران
منطقة الباحة
إّنّ الكلماتِ التي توارت تلك الليلة أمامَ فخامةِ اسمِ شاعرِنا الأستاذ عبدالله بن عيضة البيضاني لم نكن في حاجتها، فلقد كان عندنا أفضل منها استطعنا أن ننسجَها حُللاً نهديها شاعرَ الجزالةِ رسائلَ تعبيرٍ صادقةً عمَا يَكْتَنُّ في القلوب من حبٍّ ومودةٍ وتقدير لـ«هريريِّ» المعانيَ التي اختارَ ألفاظَها ليس مما طُرِحَ على قارعة الطريق، بل من شجرةِ الألفاظِ الباسقة التي لا تصلُها إلا النُّدْرَةُ من أيدي أدباءِ الفصاحةِ والبلاغةِ والشعرِ..
لقد كانتِ الحجرةُ شاهدةً على انطلاقةِ شاعرِنَا من «المحطةِ الأصعبِ» نحو قمةِ الشعرِ الجنوبي التي هي في عُرف المتذوقين الحقيقيين لا تتسعُ للجميع، فكم من شاعرٍ وصَلَهَا بسرعةٍ وبالسرعةِ ذاتها هوى؛ لأنه كان يفتقدُ المقومات التي أبقت البيضاني متربعًا في عرشِها نحو نصف قرنٍ ولا يزال، وأجزم أن مقعدَهُ فيها -بعد ترجُّلِه- سيبقى شاغرًا جيلاً بعدَ جيلٍ، فمثلُ أبي ماجد يستحيلُ تعويضُهُ، أو على الأقلّ إذا كنا ممن يتشبثُ ببارقةِ الأملِ فسنقولُ يَصْعُبُ..!
لم يرتقِ شاعرُنا البيضاني القمة وحدة، بل ارتقى وفي يده بيرقُ أرثِ الجنوب وقيم قبائله عمومًا وقبيلة زهران خصوصًا، فبقي وفيًّا لها مدافعًا عنها بشعره وجاهه ومكانته..
مرَّ على الجنوب أدباءُ كُثُر، وشعراءُ أكثر، لكن البيضاني يختلفُ في حضورِهِ، في كاريزماه، في جزالةِ شعرِهِ، في رجاحةِ عقله وسرعةِ بديهتهِ التي بهما يستطيعُ الخروجَ من أحلكِ المواقف.. وحينما يأتي التكريم لشخصيةٍ بهذه المواصفات الإنسانية والإبداعية فإنما هو إعلاءٌ لقيمة شعر العَرْضَة الجنوبية، الذي هو أحد مكونات تراثنا الشعبي السعودي الحافل بالقيم والأهداف السامية..
ختامًا، نحمد الله على أن تلك الليلةَ كانت ليلةً فرائحيةً تكريميةً لمن يستحق، وما كانت وداعيةً، فأبوماجد لا يزالُ عِنْدَهُ ما يقولُهُ في تراثِنا الجنوبي من بديعِ الشعرِ جزالةً ومعنىً، وسنظلُّ متمسكينَ ببقائِهِ، مع تمنياتنا له بطول العمر وتحقيقِ المزيدِ من الإبداع والتألق..
* شيخ قبيلة الشغبان بزهران
منطقة الباحة