-A +A
محمد عبيد الغامدي mohdobeed@
هناك فوضويون يتقلبون في «الفوضى» دون أن يدروا؛ مكتبه ومركبته ومنزله وغرفته كلها فوضى، وبعضهم تمتد به الفوضى إلى أفكاره، وحتى حساباته وبياناته الإلكترونية؛ كأن تكون ملفاته مخزنة بأكثر من طريقة، أو لديه زيادة على 10 كلمات سر في مواقع مختلفة، أو أربعة عناوين بريدية إلكترونية.

المعاناة من الفوضى غالباً ما تكون معاناة صامتة تنخر في حياة الشخص وتعطله دون علمه، وتقول الخبيرة اليابانية في إزالة الفوضى وإخصائية الترتيب (ماري كوندو) عن ذلك: «إن الترتيب لا يغير مساحاتنا فحسب، بل يتعدى ذلك فيغير حياتنا برمتها»، وعندما نريد حل أي مشكلة في حياتنا فلابد لنا أن نعرف أسباب هذه المشكلة، وفي هذا توضح «كوندو» أنها تتبعت ودرست أسباب الفوضى لدى زبائنها على مدى سنوات فوجدتها غالباً لا تخرج عن سببين:


الأول: عدم إعادة الأشياء إلى أماكنها بعد الانتهاء منها.

الثاني: عدم التخلص مما لم نعد بحاجة إليه، في إشارة منها إلى ما يعانيه البعض من حب للتملك وتكديس الأشياء حتى لو لم يعودوا بحاجة إليها (الاكتناز القهري).

إذن ما الحل؟.. الجواب ما يؤكده (علم النفس): عندما يراد تعديل أي سلوك إنساني، فلابد من الأخذ بعين الاعتبار ثلاثة أمور؛ الأفكار والمشاعر والسلوك.

فإذا كانت لدينا الرغبة في التغيير بعد معرفة أسباب (الفوضى)؛ علينا أن نعمل على تلافي تلك الأسباب المؤدية للفوضى، وحتماً سنحقق أهدافنا من خلال تغيير أفكارنا التي ستؤثر حتماً في مشاعرنا وسلوكنا فنحصل على حياة خالية من الفوضى.

قبل الختام؛ أنوّه إلى الفرق بين الفوضى والقذارة، فالشخص النظيف يمكن أن يكون فوضوياً، وهذا أمر مقبول وشائع بدرجات متفاوتة بين كثير من الناس، لكن القذارة -أجلكم الله- صفة ممقوتة ولا تقبلها النفس.