-A +A
أشواق شتيوي Ashwag_Shetewi@
«العنف» مدمِّر لشخصية الإنسان، فيُشوِّه صورته الذاتية، ويُقوِّض إيمانه بقيم الرحمة والعدالة، خصوصاً أنه يرتبط بشكل مباشر بانحرافات القيم والمبادئ الأخلاقية، مما يُحدث موجة من الظلام تعتري الأنفس البشرية، وتجفف ينابيع الأمان والسلام الداخلي، ويعتبر انتهاكاً لكرامة الإنسان وحقوقه الأساسية. وبالتالي؛ يعيق تحقيق التوازن النفسي والروحي للفرد، فينعكس ذلك بشكل مباشر على جودة حياته.

يؤدي العنف المستمر إلى تشكُّل أنماط سلوكية متأزمة تتسم بالعدوانية والانعزالية، فيعرِّض الفرد للتوتر والقلق، ويُحد من قدرته على التفكير الواضح واتخاذ القرارات الصائبة، ما قد يؤدي إلى التدمير الذاتي والانحراف الاجتماعي كالإدمان.


بالإضافة إلى ذلك؛ يمكن للعنف أن يزيد من مستويات الهرمونات الاجتهادية، مثل: الكورتيزول في الجسم، فيزيد من ضعف وظائف الدماغ وخطر الأمراض القلبية والأوعية الدموية، ويؤثر على نظام الجهاز العصبي، وهذا الذي يؤثر على وظائف الجسم بشكل عام ويرفع من معدلات الالتهاب والأمراض المزمنة.

وثمة عدة أشكال رئيسية للعنف، الذي يعمل على إبطاء التقدم الثقافي والحضاري، بتحويل الجهود البشرية نحو الصراع والتدمير بدلاً من البناء والتطوير:

أولاً: العنف الجسدي؛ يشمل الأعمال العدوانية المؤدية إلى الإيذاء الجسدي، مثل: اللكم، والضرب.

ثانياً: العنف النفسي؛ يتمثل في استخدام الكلمات أو الأفعال لإلحاق الأذى النفسي بالشخص الآخر، مثل: الابتزاز، التحقير، والإهمال.

ثالثاً: العنف الاقتصادي؛ يتم فيه التحكم بالآخرين بفرض الحاجة أو التهديد لمنعهم من الحصول على الموارد المالية الأساسية.

رابعاً: العنف الجنسي؛ يشمل الاعتداء الجنسي والتحرش الجنسي واستخدام القوة لإجبار الآخرين.

خامساً: العنف الرقمي؛ يشمل استخدام وسائل التواصل الاجتماعي والإنترنت للتنمر والتشهير والابتزاز.

ذلك كله؛ يستدعي التصدي للعنف بشكل جاد بتقديم البلاغات للجهات المختصة، وتوجيه الدعم والعلاج النفسي، والعمل على تعزيز الوعي المجتمعي والتثقيف للوقاية من العنف في جميع أشكاله وصوره.. أما الحوار والتوعية الشاملة فجزء لا يتجزأ من الاستراتيجيات الفعّالة لمحاربة العنف ابتداء من الأسرة.