-A +A
أ. د. سراج عمر ولي مدير مركز طب وبحوث النوم بمستشفى جامعة الملك عبدالعزيز بجدة sirajowali@
زادت في الآونة الأخيرة معاناة البعض من «الأرق» الذي يحرمهم التمتع بالنوم وجودته، إذ تزداد معاناتهم أكثر عند إهمال التشخيص والبحث عن السبب الرئيسي.

«الأرق» أحد اضطرابات النوم الشائعة؛ إما صعوبة الدخول في النوم، أو البقاء نائماً لساعات كافية متواصلة، حتى على الرغم من توفر البيئة الجيدة والوقت المناسب، والمصابون به غالباً ما يشعرون بعدم الرضا والكفاية من النوم، وقد يمر الكثير به، وغالباً ما يذهب دون الحاجة لأخذ علاج، فيما يعتقد آخرون أن الأرق أمر طبيعي مع ضغوط الحياة، وهذا غير صحيح لارتباطه الوثيق بالصحة الجسدية.


وقد يكون الأرق مجرد عرض لمشكلة أخرى.. وهناك نوعان للأرق؛ هما:

الأول: غير المزمن؛ وهو المرور باضطرابات في النوم لفترة قصيرة.

الثاني: الأرق المزمن؛ وهو اضطرابات النوم التي تحدث ثلاث ليالٍ على الأقل في الأسبوع لمدة ثلاثة أشهر على الأقل، وقد تكون هناك أسباب نفسية للأرق المزمن كالقلق والتوتر، أو للضغوط النفسية، أو للصدمات النفسية، أو للاكتئاب.

وأهم المضاعفات التي تترتب على «الأرق» هي: التأثير في جودة الحياة العامة، ضعف الأداء البدني، التأثير في الأداء الاجتماعي، انخفاض الأداء الوظيفي، التأثير في الصحة العقلية، وارتفاع معدل الأمراض المصاحبة للأمراض النفسية في المرضى الذين يعانون الأرق المزمن.

يتوقف علاج الحالة على التشخيص السليم؛ فهناك العلاج غير الدوائي عبر تقنيات نفسية وسلوكية يمكن أن تكون مفيدة لعلاج الأرق، مثل:

ـ التدرب على تقنيات الاسترخاء.

ـ استخدام محفزات النوم التي تساعد على بناء علاقة بين غرفة النوم والنوم كترتيب الغرفة واستخدام سرير مريح.

ـ تقييد ساعات النوم.

ـ الخروج من السرير عند البقاء مستيقظاً لمدة 20 دقيقة أو أكثر.

ـ العلاج السلوكي المعرفي ويشمل التغيرات السلوكية للحفاظ على روتين نوم ثابت يشمل وقت النوم ووقت الاستيقاظ.

ـ الابتعاد عن قيلولة بعد الظهر.

أما العلاجات الدوائية فهناك العديد من الأدوية المساعدة على النوم والحد من الأرق، ويتم اللجوء إليها في حال عدم نجاح الوسائل الأخرى.