انتعاشة جدة التاريخية منذ احتفالات يوم التأسيس وحتى الأجواء الرمضانية المفعمة بحيوية المكان؛ كانت بمثابة «ترند» هذا العام، لا سيما مشاريع «وزارة الثقافة» التي تستهدف ترميم البيوت الآيلة للسقوط، وما صاحبها من بازارات ومطاعم و«كافيهات» أصبحت نقاط جذب للسياح والزائرين، تحقيقاً لمعنى «الأنسنة» المنشود نحو جودة الحياة وتحريك عجلة الاقتصاد.
في آخر زيارة لجدة التاريخية؛ تزاحمت عليَّ الأفكار في قراءة متعمقة للمكان وأجوائه ما بين سقفٍ وروشان وجادة.. تفاصيل ترسم الماضي ليستحضر الجيل الحديث روح الأمس في انعكاسٍ لهذه الفعاليات المتناثرة هنا وهناك.
من أجمل اللحظات على سبيل المثال لا الحصر؛ الوقوف على بيت «باعشن» العريق للسفر عبر زوايا الشكل الخارجي وترتيب الغرف والمسجد والبوابة الشمالية، ومنها إلى أسرار «الحجر المنقبي» وطرق التسوية والخشب المستخدم.. أسرار لم تبرح مكانها لتلامس شغاف القلب أمام تلك النداءات التي يطلقها الباعة بين الحين والآخر في سوق الندى والعلوي وقابل والخاسكية، أو حين المرور بباب مكة أو باب شريف.
واليوم ونحن على أعتاب المراحل النهائية لأعمال الترميم المستهدفة، وإيماناً بدور الكتّاب والمعرفة؛ يحدونا أمل كبير في استحداث ممر لمكتبات الأرصفة لبيع الكتب بأسعار منافسة وخيارات منوعة، لتكون رافداً للمهتمين بالكتاب، لا سيما اتساق الفكرة مع روح المكان وطابعه التراثي والثقافي. يقول الكاتب عبدالعزيز الذكير «إذا كان من أسباب عدم الإقبال على انتشار الكتاب غلاء سعره بسبب غلاء إيجار المكتبات، وما يتبع ذلك من مصاريف وعمالة وخدمات، فإنني ألفت نظر المهتمين بتجارة وتوزيع الكتاب إلى ظاهرة موجودة في أغلب عواصم العالم ومعدومة في مدننا وهي مكتبات الأرصفة. ففي عواصم الغرب تجد إطلالة الأدب من الرصيف. وتجد معلماً من معالم الفن الإبداعي على الرصيف. وتجد كذلك مختلف فروع العلم والمعرفة على الرصيف».
وثمّة ملاحظات عامة تضمنتها ردود أفعال الزائرين لجدة التاريخية عبر مواقع التواصل الاجتماعي، مثل: إيجاد مرجعية موحدة للمحافظة على الطرق التقليدية في تحضير المأكولات الشعبية بما يضمن الحفاظ على مذاقها وعدم الإخلال بوصفاتها الأصيلة، وإيجاد معايير النظافة العامة وملابس العاملين ونظافة الساحات، والاهتمام بصناديق المخلّفات، وضبط الأسعار بما يحدّ من تفاوت قيم السلع والمأكولات، عدا ذلك؛ فقد كانت أجواء المكان ساحرة فعلاً، بل ومحفزة للتردد على المكان أكثر من مرة.
بقي أن نقول: للوطن الجميل من البحر إلى الجبل أمنيات بغدٍ أجمل.
في آخر زيارة لجدة التاريخية؛ تزاحمت عليَّ الأفكار في قراءة متعمقة للمكان وأجوائه ما بين سقفٍ وروشان وجادة.. تفاصيل ترسم الماضي ليستحضر الجيل الحديث روح الأمس في انعكاسٍ لهذه الفعاليات المتناثرة هنا وهناك.
من أجمل اللحظات على سبيل المثال لا الحصر؛ الوقوف على بيت «باعشن» العريق للسفر عبر زوايا الشكل الخارجي وترتيب الغرف والمسجد والبوابة الشمالية، ومنها إلى أسرار «الحجر المنقبي» وطرق التسوية والخشب المستخدم.. أسرار لم تبرح مكانها لتلامس شغاف القلب أمام تلك النداءات التي يطلقها الباعة بين الحين والآخر في سوق الندى والعلوي وقابل والخاسكية، أو حين المرور بباب مكة أو باب شريف.
واليوم ونحن على أعتاب المراحل النهائية لأعمال الترميم المستهدفة، وإيماناً بدور الكتّاب والمعرفة؛ يحدونا أمل كبير في استحداث ممر لمكتبات الأرصفة لبيع الكتب بأسعار منافسة وخيارات منوعة، لتكون رافداً للمهتمين بالكتاب، لا سيما اتساق الفكرة مع روح المكان وطابعه التراثي والثقافي. يقول الكاتب عبدالعزيز الذكير «إذا كان من أسباب عدم الإقبال على انتشار الكتاب غلاء سعره بسبب غلاء إيجار المكتبات، وما يتبع ذلك من مصاريف وعمالة وخدمات، فإنني ألفت نظر المهتمين بتجارة وتوزيع الكتاب إلى ظاهرة موجودة في أغلب عواصم العالم ومعدومة في مدننا وهي مكتبات الأرصفة. ففي عواصم الغرب تجد إطلالة الأدب من الرصيف. وتجد معلماً من معالم الفن الإبداعي على الرصيف. وتجد كذلك مختلف فروع العلم والمعرفة على الرصيف».
وثمّة ملاحظات عامة تضمنتها ردود أفعال الزائرين لجدة التاريخية عبر مواقع التواصل الاجتماعي، مثل: إيجاد مرجعية موحدة للمحافظة على الطرق التقليدية في تحضير المأكولات الشعبية بما يضمن الحفاظ على مذاقها وعدم الإخلال بوصفاتها الأصيلة، وإيجاد معايير النظافة العامة وملابس العاملين ونظافة الساحات، والاهتمام بصناديق المخلّفات، وضبط الأسعار بما يحدّ من تفاوت قيم السلع والمأكولات، عدا ذلك؛ فقد كانت أجواء المكان ساحرة فعلاً، بل ومحفزة للتردد على المكان أكثر من مرة.
بقي أن نقول: للوطن الجميل من البحر إلى الجبل أمنيات بغدٍ أجمل.