تزدحم روزنامة أيام العام بالكثير من الأيام العالمية التي يحتفل بها العالم بمناسبات يرمز لها بتلك الأيام المختارة، حتى باتت التواريخ المتبقية من العام أياماً عادية كبقية الأيام التي لا ترمز لشيء مختار عالمياً.
وحتى الدول تحتفل بتواريخ للاستقلال بأيام تعيد الذكرى لذلك التاريخ، بعكس بلادنا الغالية المملكة العربية السعودية التي تحتفل بيوم ذكرى التأسيس وهو 22 فبراير وهو اليوم الذي يرمز إلى العمق التاريخي والحضاري والثقافي للمملكة العربية السعودية عندما أسس الإمام محمد بن سعود الدولة السعودية الأولى عام 1139هـ/ 1727.
وكذلك اليوم الوطني الموافق 23 سبتمبر من كل عام ويوافق الأول من الميزان من كل عام، وكذلك أيام الاحتفالات الدينية كأيام أعياد الفطر والأضحى؛ 1/ 10 هجري للفطر، و10/ 12 هجري للأضحى كبقية الدول العربية والإسلامية.. كحدث تاريخي إسلامي فاق عمره 1400 عام. وبعد هذا السرد التاريخي المختصر وبوصول عدد مسلمي العالم حسب إحصائية 2024 إلى مليار و100 مليون مسلم من إجمالي عدد سكان العالم الذي وفق آخر الإحصاءات تجاوز 8 مليارات نسمة، ونسبة معتنقي هذا الدين العظيم في ازدياد ونمو ولله الحمد وهم متقيدون تماماً بجميع التواريخ الهجرية وما ترمز له من مناسبات كالأعياد وصيام رمضان والوقوف بعرفة.
ومن هذه الأهمية الدينية لتأصيل ذلك للجيل الحالي والأجيال القادمة قمت بإجراء بعض البحث عن التواريخ الميلادية والهجرية قمرية وشمسية لملاحظة الأيام التي يتم الاحتفال بها عالمياً، وتوصلت إلى التاريخ الذي أنشأه الخليفة عمر بن الخطاب رضي الله عنه وجعل هجرة رسول الله محمد بن عبدالله صلى الله عليه وسلم من مكة إلى المدينة في 12 ربیع الأول (24 سبتمبر عام 622) مرجعاً لأول سنة فيه، وهذا هو سبب تسميته التقويم الهجري، لكنه مرتكز أساساً على الميقات القمري الذي أمر الله في القرآن باتباعه تبعاً للآية 36 من سورة التوبة لقوله تعالى (إن عدة الشهور عند الله اثنا عشر شهراً في كتاب الله يوم خلق السموات والأرض منها أربعة حرم ذلك الدين القيم فلا تظلموا فيهن أنفسكم). وكان أول یوم هذا التقویم هو يوم الجمعة 1 محرم سنة 1 هجری قمري، وتُكتب (1هـ) الذي وافق 27 سرطان (تير) سنة 1 هجري شمسي 16 يوليو عام 622 يولياني الميلادي.
واليوم المقترح لهذا الاحتفاء..
هو يوم 16 يوليو من كل عام وأتركه لخبراء الشريعة والتاريخ حيث لم يتم اختياره مسبقاً لأي مناسبة عالمية وظل شاغراً من الأحداث والاختيارات حتى تاريخ إعداد هذا المقال المتواضع.
وأتمنى أن يكون هذا اليوم من 16 يوليو تموز القادم 2024 إن شاء الله هو أول احتفال بهذه المناسبة (اليوم العالمي للتاريخ الهجري)..
أتمنى ذلك ودمتم بودّ.