تُعد خدمة الحجاج والمعتمرين من أسمى الخدمات التي تعتز المملكة بتقديمها على مر العصور، فلقد عرفت السقاية والرفادة قبل الإسلام إلى عهد النبي صلى الله عليه وسلم وتوارثها العرب حتى أصبحت في يد بني شيبة إلى يومنا هذا وتعاقب على المملكة الملوك منذ عهد المؤسس حيث وضعوا أول اهتماماتهم خدمة حجاج بيت الله الحرام وآثروا بذل كافة الجهود لضمان تغطية احتياجات الحجيج وتقديم التسهيلات لهم، حيث قدمت المملكة العربية السعودية برنامجاً يتيح خدمة ضيوف الرحمن القادمين لزيارة الحرمين الشريفين من الداخل والخارج من تجهيزات للمرافق بجودة عالية كما وفرت أرقى خدمات الضيافة والأمن والرخاء والاستقرار لضيوف الرحمن حتى يستطيعوا تأدية فريضة الحج والعمرة في جو من الطمأنينة والراحة، واستعداد المملكة التام لهذه المناسبة التي يجتمع فيها الملايين من شتى بقاع الأرض حتى يؤدوا شعائرهم على أكمل وجه، كما تولي المملكة اهتماماً كبيراً لضمان سلامة وصحة الحجاج من خلال توفير الخدمات الصحية العالية الجودة، حيث يتم تجهيز المستشفيات والمراكز الصحية بأحدث الأجهزة والفرق الطبية المدربة للتعامل مع أي حالات طارئة، وعمدت المملكة إلى الاهتمام بالنواحي الأمنية من خلال منظومة أمنية حيث يتم نشر فرق أمنية لتأمين الحجاج وضمان سير المناسك بسلاسة وأمان، وقد شهدت السعودية العديد من التطورات في مجال خدمة الحجاج والتي تشمل تطوير قطاع الحج والعمرة وتحسين الخدمات المقدمة لضيوف الرحمن.
ومن أهم الأمور التي توليها المملكة أقصى درجات الاهتمام والحرص البالغ هو أمن الحجاج والمحافظة على سلامتهم منذ وصولهم وحتى مغادرتهم إلى بلدانهم بسلام آمنين. كما تركز المملكة على الارتقاء بمهارات العاملين في الخدمة الميدانية لضمان خدمات متميزة للحجاج والمعتمرين، باعتماد برامج تدريبية متميزة وفاعلة، وتقوم وزارة الحج بالتنسيق مع كافة الجهات ذات الصلة لتيسير أداء الحجاج والمعتمرين والزوار لمناسكهم.
وقد أقامت المملكة المشاريع العملاقة لتوسعة الحرمين الشريفين وتطوير المشاعر المقدسة، ومنها جسر الجمرات وقطار المشاعر، والتي تتناغم مع رؤية السعودية 2030، الهادفة إلى تعزيز وتحسين الخدمات والارتقاء بجودة المخرجات ومن بينها العمل على زيادة أعداد قاصدي الحج والعمرة وإدارة الحشود المليونية خلال فريضة الحج ليؤدوا مناسكهم بكل سهولة ويسر.