-A +A
أمل كدسة amalskad@
في عيادة الأسنان المريعة؛ رددت الطبيبة على مسمعي: «فيه ألم يا أمل»، وتبعها بفلسفة لطيفة عن «أمل ما بعد الألم».. لم تعلم تلك الطبيبة أن تجارب (الألم) في حياتي أصبحت نبراساً أستضيء بها في ظلمة أوجاعي، فكلما اشتدت كانت وهجاً لمخرج لم أفكر بمسلكه.

وهذه بعض مما مررت به شخصياً من الآلام، ومنهجيتي في تخطيها:


أولاً: ألمٌ ناتجٌ عن قيادة تعسفية؛ حين توليت القيادة اتجهت نحو التواضع دون إسراف، والعمل بروح الفريق، وحس المسؤولية الذي يغلب حس السلطة، وكان الألم فيه ناتجاً عن خيبة أمل وثقة؛ فتحملت مسؤولية ذاتي واتخذت قرارات حاسمة لمصلحتي دون إضرار.

ثانياً: ألمٌ ناتجٌ عن الجحود وعدم التقدير؛ وهذا جعلني أنمو باتجاه المصداقية والعدالة، وإعطاء كل ذي حق حقه، بما يقدره الله لي من بصيرة واستبصار.

ثالثاً: ألمٌ ناتجٌ عن أعداء النجاح؛ وهذا جعلني لا أنظر خلفي، وأنتقي خصومي بقدر ما أنتقي أصدقائي، ولا أعطي لمن هم دوني شرف الند لي.

إذن؛ من لا يستطيع مقاومة الألم سيسقط في غيابة الجب ويتعثر بها لنهاية عمره.. أما من يدير تجربته السلبية بعناية؛ فسيقف على أنقاضها شخصاً أكثر قوة وتميز، وبذلك يجعل ألمه أملاً يغير مجرى حياته، ويواجه ما كان يتهرب منه، وسيحصل على قدره الجميل الذي هيأه الله له بقوله تعالى: (فعسى أن تكرهوا شيئاً ويجعل الله فيه خيراً كثيراً).

وخلاصه ما أريد الوصول إليه في هذه العجالة؛ كلنا نمر بتجارب من (الألم)، والحياة ليست دائما إيجابية ولطيفة.. فإن استطعنا تخطي آلامنا بجدارة وتحلينا بالأمل؛ لن نذبل ولن تخور قوانا.. ومن يستخدم (الألم) للتعرف على مواطن القوة والجمال بداخله؛ سيكون أكثر تفاؤلٍ.