-A +A
قايد فيصل علي الحارثي المدينة المنورة
في معرض الكتاب؛ رأيت ثلاثة شبان يدورون حول مخطوط عُرض في أحد أجنحة دور النشر.. لمحت عليهم علامات التعجب لاختلافه عن بقية الكتب المطبوعة.. ظلوا يدورون حوله ويتساءلون عن نبأه والغرابة تلطم وجوههم.. أحدهم مد يده على صفحاته المتكسرة وقلَّبها.. نهره راعي المكتبة صارخاً: «اتركه، اتركه يا ابني».. استرقت جزءاً من حديث البائع والشبان الثلاثة كشاهد عيان:

• ما هذا ياعم؟.


•• كتاب قديم من آلاف السنين.

• أهو للبيع أم وضع للزينة؟.

•• نعم.. بثلاثة آلاف ريال.

خلاصة هذه العجالة أضعها في عدة استفهامات: من نلوم على عدم معرفة طلابنا طريق المكتبات العامة والمتاحف التي تحوي مثل تلك المخطوطات وعملات الدولة السعودية في أطوارها الثلاثة؟.. لماذا لا يكون ضمن المنهج المدرسي مقرر تثقيفي توعوي للحفاظ على التأريخ الوطني والمعنوي والحسي.. ولماذا لا يوجد دور للأنشطة اللاصفية لتعزيز بناء معرفة الطلبة بتاريخنا وموروثنا؟.. لماذا اختفى الوعي الحضاري لوطننا الغالي من أذهان طلبتنا؟.

إن المكتبات والمخطوطات والمتاحف تحظى بعناية من القيادة الحكمية إيماناً بأهميتها؛ فهل للطلاب نصيب معرفي توعوي بها في المقررات الدراسية؛ ليواكب الرؤى الوطنية للحفاظ على التراث؟.