في يوم الوطن، لا يسعنا إلا أن نقف بامتنان وعرفان للوطن الذي قدم الكثير، ولا يزال يعد بالكثير في رحلته نحو المستقبل. إن حديث وزير الاستثمار حول أن 87% من رؤية 2030 قد تم تطبيقها هو دليل واضح على الجهود الاستثنائية التي بُذلت وما زالت تُبذل في سبيل تحقيق الازدهار والتقدم. لكن، رغم كل هذه الإنجازات، فإن القصة لم تُحكَ بعد، وما زالت الفصول القادمة تحكي عن مستقبل أكثر إشراقًا بفضل الله، ثم بفضل حكمة القيادة الرشيدة.
إن قصة وطننا ليست مجرد قصة تقدم اقتصادي أو إنجازات سياسية، بل هي قصة حلم يتحقق، وقصة شعب يحمل إرثًا عريقًا ويصنع مستقبلاً جديدًا. تحت ظل القيادة الحكيمة للملك سلمان بن عبدالعزيز، شهدت المملكة تحولًا نوعيًا في كافة المجالات، من البنية التحتية الحديثة، إلى التطور في مجالات الصحة والتعليم والاقتصاد، وحتى العلاقات الدولية التي أصبحت المملكة فيها قوة فاعلة.
ورغم التحديات التي واجهت مسيرة التحول، من تقلبات اقتصادية إلى تحديات اجتماعية وسياسية، كان لسمو الأمير محمد بن سلمان دور محوري وجوهري في مواجهة هذه التحديات بحنكة وبعد نظر. بفضل رؤيته القيادية وتخطيطه الإستراتيجي، تمكنت المملكة من تجاوز العقبات التي كانت تبدو صعبة المنال، محققة إنجازات عظيمة. ومع مضي سنوات من العمل الدؤوب والتخطيط المحكم، نرى ثمار هذه الرؤية تتحقق أمام أعيننا. ومع ذلك، فإننا ندرك تمامًا أن ما تحقق حتى الآن لا يشكل إلا البداية.
ما تحقق اليوم من إنجازات عظيمة هو خطوة نحو تحقيق هدف أكبر وأعمق. إن الطموح الذي تحمله رؤية 2030 لا يتوقف عند حدود الأرقام والإحصاءات، بل يتجاوز ذلك إلى صنع ثقافة جديدة، ثقافة تقوم على الابتكار والتطوير، ثقافة تعزز من مكانة المملكة في العالم، وتجعلها نموذجًا يُحتذى به في التنمية المستدامة والازدهار الاقتصادي.
تحدث الأمير محمد بن سلمان مرارًا عن أن المستقبل يحمل في طياته المزيد من الإنجازات، ولعل أجمل ما في رؤية 2030 هو أنها ليست مجرد رؤية اقتصادية فحسب، بل هي رؤية شاملة تهدف إلى تطوير الإنسان السعودي، وتعزيز دوره في بناء مستقبل وطنه. فهي تسعى إلى خلق بيئة محفزة للإبداع والابتكار، وتوفر فرصًا غير محدودة للشباب والشابات ليكونوا جزءًا من هذا المشروع العظيم.
وفي الوقت الذي نتأمل فيه ما تحقق حتى الآن، يجب أن نتذكر أن هذا النجاح لم يكن ليحدث لولا توفيق الله، ثم التوجيهات السديدة من خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، والدعم الكبير من القيادة الحكيمة، والتخطيط الإستراتيجي الذي قاده الأمير محمد بن سلمان. إن هذا التقدم هو ثمرة لجهود متكاملة، تبدأ من القيادة وتنتهي بالشعب الذي أثبت مرارًا وتكرارًا أنه على قدر المسؤولية، وأنه مستعد لتقديم المزيد في سبيل رفعة وطنه.
الوطن، كما يعرفه كل سعودي، ليس مجرد مكان نعيش فيه، بل هو كيان ننتمي إليه، ونفخر به، ونسعى دائمًا لرفعته. ومن هذا المنطلق، فإن كل فرد في هذا الوطن هو جزء من هذه القصة، قصة لم تُحكَ بعد، ولكنها تُكتب كل يوم بأيدي السعوديين والسعوديات الذين يعملون بإخلاص وتفانٍ لتحقيق رؤية القيادة.
وفي ختام هذا المقال، لا يسعني إلا أن أكرر بأن قصة هذا الوطن لم تنتهِ بعد. فما تم تحقيقه حتى الآن، رغم ضخامته، ليس إلا مقدمة لما هو قادم. المستقبل مشرق، والطموحات لا حدود لها، وما زال لدينا الكثير لنقدمه للعالم. إننا نتطلع إلى المستقبل بثقة، ونعمل بجد لتحقيق ما نصبو إليه، وكلنا أمل بأن يكون وطننا دائمًا في المقدمة، بفضل الله، ثم بفضل قيادتنا الرشيدة، ورؤية عراب الرؤية الأمير محمد بن سلمان.
وطني.. قصة لم تُحكَ بعد، لكنها تُكتب بإنجازات لا تنتهي.