-A +A
أ. د. عماد وليد شبلاق Edshublaq5@gmail.com رئيس الجمعية الأمريكية لمهندسي القيمية بأستراليا ونيوزيلندا ونائب رئيس المنتدى الثقافي الأسترالي العربي
يبدو أن قضية (قابيل وهابيل) ستُكرر مرة أخرى لكن بشكل يتناسب مع العصر الحديث.. فقد يتخلص الإنسان من أخيه الإنسان بكراهيته له وحقده عليه وحسده منه، قد يتخلص من أخيه، وأمه وأبيه، وصاحبته وبنيه.

الإنسان الذي خُلق ونزل إلى الأرض ليعيش فيها ويعمرها لا بد أن يفنى.. والأرض لم تصمم للخلود فيها.. وجسم الإنسان تشكل من نفس مواد الأرض الطبيعية سهلة التشكيل من تراب وماء وصلصال، ولن يصمد طويلاً.. والشر ما زال يسيطر على عقل الإنسان (الشيطاني).. وسواءً استخدم الذكاء الطبيعي أو الاصطناعي فالهدف واحد والغاية واضحة.. ومنذ تصنيع الإنسان الآلي (الروبوت) والتحدي واضح لخلق إنسان آخر على وجه البسيطة ليحلّ مكان الإنسان البشري.


هذا الإنسان الآلي الجديد قد جُهز بمنظومة قوية من خوارزميات وإحداثيات (الذكاء الاصطناعي)، وقد يتغلب على كثير من نظرائه من البشر الذين تنقصهم صفات الذكاء، وربما تمت برمجته بعناية فائقة ليتحكم ويقود أنظمة المجالات الصناعية والتقنية، وحتى الحياتية، فقد يكون جراحاً ماهراً أو صانعاً محترفاً أو حارساً أميناً، أو غيرها من المجالات الحياتية.

وإذا ما نجح هذا التوجه فقد تستبدل جميع الوظائف الحالية بإنسان آلي آخر تم تدريبه بشكل احترافي عالٍ ليتعامل مع التحديات الحالية ويحلل المشكلات ويتخذ القرارات، وهنا يكون قد تم القضاء على الإنسان البشري بشكل تدريجي، بعد تهيئة الجو العام الذي نراه ونعيشه اليوم في عام 2024؛ بهدف منع صفات البشر (الربانية) المزروعة في الإنسان من الحب والعاطفة والتفاني والإخلاص والتزاوج (LGBT).

بهذه الخطوات يريدون أن يبقى الإنسانان؛ الطبيعي والآلي، على درجة واحدة من الانقياد والاستسلام للتوجه العالمي الجديد، بعد أن تم تدريبهما على الوحدة والعزلة والأنانية، ونزع منهما روح التعاليم الفطرية من محبة وتسامح وعاطفة.

فهل نقول وداعاً أيها الإنسان؟!