«شوفي طالبتك محتفظة بدفتر مادتك، والله لقد نقشتِ فيها أثراً جميلاً، تخرجت من الجامعة ومرت بمعلمات كُثر، ولكن تبقّى لها من أثرك عليها، ودعواتنا لكِ لا تنقطع، فهنيئاً لأمثالك قطاف ما زرعوا».
رسالة وردتني من والدة إحدى الطالبات درَّستها بالصف الثالث الابتدائي، وغيرها كثير سمعتها من طالباتي بعد عدة سنوات من تدريسي لهن، بلغني عنهن أن دراستهن بالصف الثالث كانت من أفضل السنوات التي لا تُنسى، كلما مرت بي عبارات كهذه أجلس جلسة تفكّر مع نفسي: يا تُرى ما السبب في ذلك؟ وأنا أرى أني لا أقدّم إلّا واجبي المهني، وبعد مرور أربعة عشر عاماً وأنا أنعم بهذه المهنة أدركت عدة أمور تُسهم بشكل كبير في نجاح المعلم في الوصول إلى أفئدة طلابه وعقولهم، في مقدمتها توفيق الله تعالى ثم: ١. حب الطلاب والشفقة عليهم ومخافة الله فيهم ومراقبته في التعامل معهم في كل صغيرة وكبيرة. ٢. مراعاة شخصية الطالب واعتبارها كالزجاجة نحرص عليها من أي خدش أو كسر، واحترامه مهما قصّر من الناحية العلمية، يُقدم له المعلم التوجيه المناسب بأسلوب راقٍ هادئ بعيد عن التوبيخ والغضب، يخاطبه بعبارات أبويه: يا ولدي، يا بنتي، ويخاطب فيه مشاعره وأنه لا بد أن يحرص على مستقبله وتفكيره وأسرته، وأن أي اجتهاد سيجعل منه شخصاً ناجحاً، والنجاح طريقه ليس سهلاً، فبقدر تعبك ومشقتك ستفتح أمامك أبواب النجاح والتميز. ٣. أكثر ما يحبه الطالب الأنشطة العملية المصاحبة للدروس، جميع الدروس لجميع المراحل مناسبة لتنفيذ أي نشاط ولو نشاط واحد شهريا. ٤. تعاهد الطلبة بالهدايا الرمزية المتنوعة وأن لا يخلو أسبوع منها، ويحرص المعلم على نفسيات طلابه في ذلك ولا يركز على طلبة دون آخرين. ٥. محاولة تقييم كل طالب بناء على أدائه في فترات مختلفة بصرف النظر عن أداء زملائه، فلا أطلب نفس الأداء من الجميع بمستوى واحد، وأنقّص طالباً ضعيفاً بحجة: (حرام أساوي الشاطر بالكسلان)، فهذه عبارة نسمعها كثيرًا في أوساط المعلمين. ٦. حسن التعامل مع أمهات الطالبات، فكل أم تريد الأفضل لابنتها، لذلك راعي هذا الشيء في نفسية الأم، وخاطبيها بالحسنى حتى لو لم تقتنعي بكل كلماتها، فأنتِ أم ولابنتك معلمة. ٧. الابتسامة الدائمة للطالبات ومناداتهن بأوصاف جميلة.