-A +A
د. هدير مصطفى مير استشاري علاج الأورام بالأشعة
لم يعد مريض اليوم كما كان مريض الأمس، ففي الماضي كان يتوجه لأقرب مستشفى ويتلقى العلاج، أما اليوم مع تطور الوعي الصحي أصبح يتابع كل جديد ويراقب كل ما يخص علاج مرضه ويستفسر عنه بأدق التفاصيل، وهذا الأمر مبشر بالخير، وينم عن اهتمام المرضى بمتابعة الجديد في العلاج.

ما دعاني لكتابه تلك المقدمة، تساؤلات بعض المرضى المصابين بمختلف أنواع الأورام التي يواجهونها بين حين وآخر، أسئلة عن العلاجات الجديدة التي يقرأون عنها في مختلف الوسائل الإعلامية وفي منصات مواقع التواصل الاجتماعي، وأغلب تلك التساؤلات تدور حول موعد وصول تلك العلاجات الجديدة، ومتى ترى النور في المستشفيات وتصبح جاهزة للاستخدام؛ كونها أعطت هؤلاء المرضى أملاً كبيراً في مواجهة مرضهم، لا سيما إذا كانت العلاجات الجديدة أقل تأثيراً من حيث المضاعفات لأي علاجات سابقة، فكما هو معروف وضع مريض السرطان يختلف كلياً عن الأمراض الأخرى، فهو بحاجة إلى المتابعة العلاجية لفترة أطول بجانب الدعم النفسي ومساندة ومؤازرة كل المحيطين به، وبالتالي فإن من حق هؤلاء المرضى الاستفسار عن الجديد والتمسك بأمل الشفاء من مرضهم نهائياً.


ولهؤلاء المرضى أقول: «الأخبار المتعلقة بجديد علاجات مختلف الأمراض السرطانية التي تنشر ويتم تداولها في مختلف وسائل الإعلام غالباً تحمل البشرى، وتكون في مراحلها الأولى وليس النهائية، فعادة تكون في مرحلة الدراسات والتجارب إلى أن يتم تطبيقها على البشر عبر المرضى المتطوعين للوصول إلى النتائج النهائية، وفي حال اجتياز هذه المرحلة فهناك سلسلة من الإجراءات التي تتم لنيل التصريحات والموافقات الرسمية اللازمة قبل وصول الدواء للمستشفيات والصيدليات».

ومع تلك الأخبار التي تحمل البشرى لمرضى السرطان.. أوجه رسالة لهؤلاء بعدم خوض أي تجارب تدعو إلى استخدام التركيبات العشبية التي ينصح بها بعض المجتهدين الذين يظهرون صوتاً وصورة في منصات التواصل، ففي الأخير، فإن علاج المرضى المصابين بالأورام قائم على طب البراهين وليس في التركيبات العشبية أو المجهولة.

وأؤكد أن مجال علاج السرطان شهد العقدين الماضيين نقلة نوعية وثورة كبيرة في التشخيص والدواء والتقنيات، فلم تعد الأمراض السرطانية أمراً مخيفاً، ولكن من المهم أن يدرك الجميع أن الاكتشاف المبكر يعزز من مراحل العلاج، فكلما كان الاكتشاف مبكراً زادت فرص عدم انتشار الخلايا السرطانية أكثر، وتظل «الوقاية من العلاج» أهم نصيحة للجميع وذلك عبر الأكل الصحي، وتجنب الضار، وممارسة الرياضة بمعدل 150 دقيقة أسبوعياً، والنوم الصحي الذي يمنح الجسم الراحة.

المريض قديماً

يتوجه لأقرب مستشفى ويتلقى العلاج

العلاجات الحديثة

تعطي أملاً لمواجهة المرض وعلاجه

بشرى الدواء

تمر بمراحل عديدة لتصل إلى دور الدواء

المريض حديثاً

يتابع خطوات العلاج بأدق التفاصيل

المرضى بين العلاج والانتظار: