علي بن توزان.
علي بن توزان.
1
1
-A +A
علي بن طالب بن توزان ali_bin_tuzan@
- الشخصية المعنوية للشركات من الركائز الأساسية التي اعتمدها النظام القانوني السعودي لتنظيم قطاع الأعمال وتعزيز الثقة والاستقرار في التعاملات التجارية، ومع صدور نظام المعاملات المدنية إلى جانب نظام الشركات الجديد.. اكتسب هذا المفهوم بُعداً قانونياً أعمق يُجسد التطور التشريعي في المملكة، إذ تم تعزيز استقلالية الشركات وضمان حقوقها وواجباتها؛ بوصفها كيانات قانونية منفصلة عن ملاكها ومساهميها.

- الشركات في المملكة تتمتع بشخصية معنوية مستقلة تُكسبها أهلية قانونية تخوِّلها امتلاك الأصول وإبرام العقود وممارسة الأنشطة التجارية وفق الأغراض المحددة في عقد تأسيسها أو نظامها الأساسي، كما تتميز الشركات بذمة مالية مستقلة تجعل التزاماتها وديونها محصورة ضمن أصولها الخاصة دون أن تمتد المسؤولية إلى الشركاء أو المساهمين إلا في حالات محدودة تتعلق بسوء الاستخدام أو التحايل، وقد شدد النظام السعودي على مبدأ الاستمرار القانوني للشركات، فلا تتأثر بوفاة أحد الشركاء أو انسحابه، مما يضمن استقرار النشاط التجاري ويُعزز البيئة الاستثمارية.


- وفي إطار تعزيز الحوكمة والشفافية؛ ألزم النظام تعيين ممثل نظامي لكل شركة، ليكون مسؤولاً عن إدارة شؤونها وتمثيلها أمام الغير؛ كالجهات القضائية والإدارية، وأورد نظام المعاملات المدنية نصوصاً صريحة تؤكد على المسؤوليات القانونية لهذا الممثل، بما في ذلك توقيع العقود والتقارير المالية، والدفاع عن الشركة في المنازعات، إلى جانب الالتزام بالشفافية في الإفصاح عن أي تغييرات جوهرية، وأكد النظام أن التقصير في أداء هذه المهام أو إساءة استخدام الصلاحيات قد يُعرِّض الممثل للمساءلة الشخصية، خصوصاً إذا نتج عن ذلك ضرر مباشر بالدائنين أو الشركاء.

- على الرغم من الحماية القانونية التي يوفرها النظام لاستقلالية الشخصية المعنوية للشركات، فقد أتاح المشرِّع السعودي في حالات خاصة رفع الحجاب القانوني وملاحقة الشركاء أو المديرين شخصياً، وذلك عند استخدام الشركة كوسيلة للاحتيال أو خلط الأصول الشخصية مع أصول الشركة أو إساءة استغلال الصلاحيات الإدارية بما يُلحق الضرر بالغير، ويُعد هذا الاستثناء وسيلة لحماية حقوق الدائنين وضمان عدم إساءة استغلال الأنظمة القانونية لتحقيق مكاسب غير مشروعة.

- وعزز القضاء السعودي هذه المبادئ من خلال أحكام متعددة أكدت على التعامل مع الشركة كشخصية قانونية مستقلة خاصة في قضايا الإفلاس والتصفية، كما شهدت المحاكم التجارية قضايا بارزة جرى فيها تطبيق مبدأ رفع الحجاب القانوني عند ثبوت إساءة الاستخدام، مما يُظهر التزام المملكة بتحقيق العدالة وحماية الحقوق وفق أسس قانونية واضحة.

- يتماشى هذا الإطار القانوني المتقدم مع أهداف «رؤية 2030» التي تركز على تحسين بيئة الأعمال وجذب الاستثمارات الأجنبية والمحلية من خلال بناء نظام قضائي وتشريعي مرن يُعزز الشفافية والمساءلة، كما أن التعديلات الحديثة في نظام الشركات ونظام المعاملات المدنية إلى جانب الأنظمة ذات الصلة؛ مثل: نظام الإفلاس ونظام المحاكم التجارية تؤكد سعي المملكة لتوفير بيئة قانونية حديثة تتماشى مع المعايير الدولية.

خلاصة القول..

إن الشخصية المعنوية للشركات في النظام السعودي تمثل حجر الأساس الذي بُنيت عليه بيئة الأعمال الحديثة، حيث توفر الحماية القانونية وتُعزز الثقة والحوكمة، مع ضمان المرونة الكافية للتعامل مع المتغيرات الاقتصادية، ويعكس هذا النهج المتطور التزام المملكة بتهيئة مناخ استثماري مستدام جاذب تطلعاتها المستقبلية كمركز اقتصادي عالمي.

الحماية القانونية.. المرونة للتعامل مع المتغيرات الاقتصادية:

شخصية معنوية

تتمتع بها الشركات السعودية

تكسبها أهلية قانونية

المشرّع السعودي

أتاح للحالات الخاصة رفع

الحجاب القانوني

التعديلات الحديثة

تؤكد الحرص على توفير بيئة

قانونية حديثة

الممثل النظامي

مسؤوليته القانونية فلا يساء

في استخدام صلاحياته