فهد الأسمري
فهد الأسمري
-A +A
فهد بن محمد الأسمري
قم للمعلم..دعوني أبدأ من هذه الجملة التي تعبر عن مطلع قصيدة لأمير الشعراء أحمد شوقي، التي أثنى فيها على المعلم ودوره الكبير في بناء الأمم وتربية شباب الأمة.

أخرجت أجيالا تلو أجيال من عهد معلمنا وقدوتنا نبينا محمد علية الصلاة والسلام إلى وقتنا الحاضر.


فيا تُرى لماذا تحركت الأشجان في قريحة أمير الشعراء نحو المعلم، وجعل من ضمن دواوينه قصيدة للمعلم، ولم يجعلها للطبيب أو المهندس أو المزارع أو القاضي أو أي مهنة أخرى من المهن، بالرغم من أنني أرفع كل مهنة من هذه المهن أو غيرها إلى قمة العلم والمعرفة، ولكن لماذا جُعلت مهنة المعلم في أعلى الهرم الوظيفي.

في اعتقادي للإجابة على هذا السؤال كان ممكناً في الأجيال السابقة؛ نظراً لاحترامهم الكبير للمعلم الذي هو بمثابة الأب والمربي والمعلم، وهو القدوة والصورة التي تعكس للمجتمع شبابه وأبنائه.

أما جيل اليوم، فلم يعد الطالب أو الابن أو البنت يهتمون بهذا المعلم واحترامه، بل أن منهم لم يعد يهتم باحترام والديه وإخوته الكبار حتى في مجالسنا.

يا ترى أين الخلل؟ هل هو من البيت أم من المعلم أم من إذهاب هيبة المعلم ممن يقومون بنقل صورة للمعلم سيئة من كافة شرائح المجتمع واستخدام وسائل التواصل الحديثة ليصبح في غياهب الضياع والتوه.

قبل فترة وخلال إجازة الصيف أصبحت وسائل التواصل الاجتماعي كلها تتحدث عن إجازة المعلمين وأنها طويلة بالرغم من أنهم لا يعلمون أنهم نصابهم التعليمي 24 يوميا مضافا إليها حصص احتياط وأعمالا في المنزل وتصحيحا ورصدا وإدخال درجات وهناك تقييم خلال السنة ودراسة حالات الطلاب ومراعاة فروقاتهم الفردية وعلاج سلوكيات وإشراف يومي وبين الحصص وفي الفسح ونهاية الدوام ومقابلة أولياء أمور وعدد طلاب يتجاوز 40 طالبا في الحجرة الدراسية، ويستكثرون عليه إجازة بسيطة وافقت العيدين ودرجات حرارة عالية، والمصيبة أن أصبحت الطُرف تساق حتى من الأطفال أنفسهم.

فإذا كان هذا هو حال الأطفال، فما بالك بحال من يرونهم أو يستمعون إليهم من آبائهم وقدواتهم في الحياة، وهنا أبحث عزيزي القارئ عن الهيبة والاحترام؟ كلي رجاء ممن يحتفلون بيوم المعلم أن يكون هذا اليوم أهمية أكبر من قبل الوزارة التي يجب عليها أن تعمل جاهده لمثل هذا اليوم حتى يُعطى المعلم حقوقه، وأن يكون هناك دور فعّال للإعلام التربوي لنشر احترام وهيبة المعلم بكل الوسائل.